منذ اليوم الأول للتحرير، سارعت دول الخليج بمد يد العون المغلفة بالمحبة والأخوة لسورية، قيادةً وشعباً، وكان ذلك واضحاً من خلال مدّ الجسر الجوي القطري، وزيارة الشيخ تميم بن حمد التاريخية، كأول زعيم عربي بعد التحرير، وهي زيارة كان لها دلالة عميقة على مدى العلاقة التي تربط قطر وقيادتها بالشعب العربي السوري، والمواقف التي ستبقى خالدة في التاريخ السوري الحديث.
وكان لذلك بالغ الأثر على القيادة والشعب السوريين، إذ منحهم شعوراً صادقاً بأن لهم أشقاء لم ينسوهم، ويحرصون بشدة على إعادة الحياة، وزرع الأمل في أرض الشام من جديد.
وكذلك كانت دعوة الأمير محمد بن سلمان للرئيس الشرع لزيارة الرياض، والتي شكّلت حافزاً كبيراً لسورية لتخطي الأزمات والعودة إلى الحاضنة العربية.
كما أن تهنئة ومكالمة الملك حمد بن عيسى للرئيس الشرع كان لهما بالغ الأثر النفسي والمعنوي على الشعب والقيادة، وتبع ذلك زيارات الرئيس الشرع لاحقاً إلى السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات وعُمان، والتي كان لها مجتمعة الأثر الواضح والملموس على الواقع السوري.
وقد عبّر الشعب السوري عن مدى ارتباطه بعمقه العربي، وتجدد شعوره بالأخوة العربية، بعد أن حاول النظام البائد كتم هذا الانتماء على مدى خمسين عاماً.
كما أدرك الشعب السوري حجم محبة دول الخليج العربي له، من خلال ما رآه من تعاطف الشعوب العربية في الخليج، وباقي الدول العربية مع اختياراته، وما قدّمه من تضحيات كبيرة.
وبفضل الله، ثم بجهود المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعُمان، وخصوصا الجهود المكثفة التي بذلها القائد الفذ العربي الأصيل الأمير محمد بن سلمان، تم رفع العقوبات عن سورية، لتبدأ مرحلة جديدة من رحلة التنمية بإذن الله.
سورية اليوم هي سورية الحقيقية، التي تحمل كل الحب والوفاء لأشقائها، وهي اليوم قلب العروبة النابض كما كانت قبل الحقبة السوداء.
حفظ الله دول الخليج العربي من كل سوء، وزادها ازدهاراً وتنميةً وتألقاً، في ظل القيادات الرشيدة التي تحكمها.