حوارات
جزء من عنوان المقالة مشتقّ من قول عربي مأثور "لا تكونن إمّعة تجري مع كل ريح"، و الإمَّع، أو الإمّعة، هو شخص ضعيف الشخصية، ويتّبع بشكل أعمى كل امرئ على رأيه، ولا يبدو انه يمتلك القدرة على الإعلان عن رأيه الحقيقي، ويكون أحياناً نسخة مطابقة لما يقوله ويفعله من هو أقوى منه شخصية.
ومن بعض أعراض وأسباب وعلاج الإمَّعِيّة، نذكر ما يلي:
- الأعراض: من أبرز أعراض شخصية الإمَّع ضعف تقديره لنفسه، وانبهاره المبالغ بأقوياء الشخصية، وتبعيّته العمياء لهم، وخوفه الاختياري من التعبير عن رأيه الحقيقي تجاه أي موضوع أو قضية، أو أمر عام يناقشه من يجلس معهم، وستراه يومئ برأسه أغلب الوقت حين يكون متواجداً مع أشخاص واثقين من أنفسهم، ويعلنون بشكل صريح عن آرائهم، وهو بالطبع، يومئ برأسه موافقة لهم على آرائهم.
لكن ليس بسبب اقتناعه بأنّ ما يقوله القوم صحيح أو صائب، فالإمَّع يجري مع كل ريح عاصفة، ولا يثبت على رأي واحد، ويميل مع الناس كيف مالوا، حتى لو كان يحسّ في داخله أن اِنقياده معهم ربما سيؤدّي الى هلاكه، ولا يكاد يلاحظ وجوده بينهم الأفراد أقوياء الشخصية، بسبب ضحالة شخصيته، وصمته الخنوع، وفقدانه لأي تميّز في الحضور، وكأنّه شبح.
- الأسباب: من تربّى على الإمَّعِيّة ربما يشيب على التّبعيّة، فالتربية الأسريّة تشكّل الجانب الأساسي من شخصية الانسان، وبخاصّة إذا كان الوالدان، أو أحدهما، من الإمّعات، وربما بسبب تعرّضه في الصغر لتأنيب لاذع ومستمر على يد ولي أمر سعى لتعويض شعوره بالنقص عن طريق جلد أبنائه، ويفقد الطفل بسبب هذا النوع من التربية الرديئة القدرة على التعامل مع الضغوط النفسية العادية، ويخضع عندما يبلغ لكل صوت جهور، ويخالط "أصدقاء" ضعفاء نفسيّا، وتبعيّون.
- علاج الإمَّعِيّة: مهارة التواصل الفعّال مع الآخرين، وكيفية الدفاع عن النفس، وعن الرأي الشخصي، وتقوية المناعة النفسية ضدّ الترهيب (Intimidation)، ومقاومة التحكّم القسري، وكما قال أحد أجدادنا العرب النابغين: "إذا رأيت الريح عاصفاً فتطامن"، ولكن لا تجري معها (بتصرّف)!
كاتب كويتي
@DrAljenfawi