تم نسخ الرابط بنجاح

الذهب في 2025... مكاسب قياسية وصعود تاريخي تجاوز 4400 دولار

الاقتصادية

الذهب في 2025... مكاسب قياسية وصعود تاريخي تجاوز 4400 دولار

خبيران لـ"السياسة": المعدن الأصفر ملاذ آمن وأداة تحوط طويلة المدى في وقت الأزمات

علمدار الموسوي: نقف على أعتاب مرحلة جديدة من إعادة التقييم العالمي للمعدن الأصفر

علاء بهبهاني: محطة تاريخية مهمة نحو مزيد من ارتفاع الأسعار واستمرار الطلب العالمي

مروة البحراوي

أثبت الذهب خلال عام 2025 مكانته كأصل مالي وأداة تحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية الكبرى، محققا ارتفاعا قياسيا بلغ نحو 65.3% لتتجاوز الاونصة 4400 دولار لاول مرة في التاريخ ، مع توقعات عالمية بمواصلة الارتفاع خلال 2026 ليصل إلى نحو 5000 دولار مع نهاية الربع الأخير من العام المقبل.

وأكد خبيران لـ"السياسة" أن العام الحالي مثّل محطة مهمة في تاريخ الذهب، ليس فقط من حيث ارتفاع الأسعار، بل أيضا من حيث استمرار الطلب العالمي القياسي، حيث بلغ حجم الذهب المتداول عالميا حتى نهاية الربع الثالث من العام نحو1.31 طن، بقيمة تداول تجاوزت 146 مليار دولار، واشارا إلى أن السوق المحلي في الكويت شهد جزءا من هذا الزخم العالمي.

علمدار الموسوي

مسار تصاعدي

وقال خبير الذهب علمدار الموسوي إن حركة أسعار الذهب خلال عام 2025 لم تكن عشوائية أو قائمة على المضاربات فقط، بل جاءت نتيجة تراكُم تاريخي وتحليل فني واقتصادي دقيق، انعكس بوضوح على السوقين العالمي والمحلي في الكويت.

وأكد لـ"السياسة" أن الذهب الذي طالما شكل ملاذا آمنا في فترات الاضطرابات والازمات ، دخل منذ بداية 2025 في مسار صاعد مدروس، حيث انتقل من مستويات تقارب 2620 دولارًا للأونصة في يناير الماضي ، وصولًا إلى تسجيل قمم تاريخية تجاوزت 4400 دولاراً خلال اليومين الماضيين، مدفوعا بتوترات جيوسياسية، وضغوط تضخمية عالمية، وتقلبات في سياسات البنوك المركزية وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

وأضاف أن هذه القمم السعرية لم تكن نهاية الموجة، بل تحولت في التحليل الفني إلى مناطق دعم قوية، ما يعزز من الاتجاه الصاعد طويل الأجل، ويمنح السوق قاعدة سعرية جديدة تبنى عليها التحركات المستقبلية.

وحول التوقعات المستقبلية، لفت الموسوي إلى أن عام 2026 قد يشهد سيناريوهات سعرية متقدمة للذهب، قد تصل في بعض المراحل إلى مستويات غير مسبوقة، في حال استمرت العوامل الداعمة الحالية، وعلى رأسها التوترات السياسية العالمية، وأزمات الديون السيادية، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.

وأكد أن الاستثمار في الذهب لم يعد قائما على الحظ، بل على قراءة واعية للتاريخ، والتحليل الفني، وربط الأسعار بالأحداث الاقتصادية والسياسية، معتبرا أن الذهب يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من إعادة التقييم العالمي.

علاء بهبهاني

أداة تحوط

من جانبه، أكد الخبير الاستثماري والاقتصادي علاء محمد بهبهاني أن الذهب أثبت خلال عام 2025 مكانته كأصل مالي وأداة تحوط في أوقات الأزمات الاقتصادية الكبرى، لافتا إلى أنه حقق ارتفاعا بلغ نحو 67% خلال العام، إذ صعد سعر الأونصة من مستويات تقارب 2620 دولارا في بداية العام إلى نحو 4400 دولار نهاية العام، بزيادة تقدر بنحو 1.780 دولار للأونصة، وهو ارتفاع يعد استثنائيا لأصل يعرف تاريخيا بحركته السعرية البطيئة.

وأكد بهبهاني في تصريح خاص لـ"السياسة" أن عام 2025 مثّل محطة مهمة في تاريخ الذهب، ليس فقط من حيث ارتفاع الأسعار، بل أيضا من حيث استمرار الطلب العالمي القياسي، حيث بلغ حجم الذهب المتداول عالميا حتى نهاية الربع الثالث من العام نحو 1.313 طنا، بقيمة تداول تجاوزت 146 مليار دولار، مشيرا إلى أن السوق المحلي في الكويت كان جزءا من هذا الزخم.

ولفت إلى أن هذه الإنجازات قد تواجه بعض التحديات، أبرزها تراجع الطلب الاستهلاكي على المشغولات الذهبية، إضافة إلى احتمالات التذبذب السعري الناتج عن عمليات جني الأرباح، إلا أن ذلك لا يغير من الصورة العامة الإيجابية للذهب كأداة تحوط، مرجحا مواصلة المعدن الأصفر أداءه الإيجابي خلال 2026، رغم احتمالات بعض التحديات المؤقتة.

وأوضح بهبهاني أن هذا الصعود لم يكن مفاجئا لمن يراقب حركة الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن استمرار مشتريات البنوك المركزية للذهب شكل أحد أبرز المحركات الرئيسية للأسعار، إذ بلغ صافي الشراء نحو 53 طنا خلال شهر أكتوبر فقط، فيما وصلت المشتريات المعلنة منذ بداية العام وحتى نهاية أكتوبر إلى نحو 254 طنا، وهو ما يعكس حالة القلق العالمي تجاه قوة الدولار والسندات الحكومية الأميركية.

وأضاف أن المستثمرين سجلوا بدورهم نشاطا ملحوظا نحو الذهب، لاسيما خلال الربع الثالث من عام 2025، حيث أشار مجلس الذهب العالمي إلى تداول ما يقارب 222 طنا مع نشاط قوي في السبائك والعملات الذهبية، في ظل تصاعد المخاوف المرتبطة بالمخاطر الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، إلى جانب ضعف قوة الدولار.

وحول توقعاته لعام 2026، أوضح البهبهاني أن رؤيته الشخصية – والتي لا تعد دعوة للبيع أو الشراء – ترجح استمرار الاتجاه الصاعد للذهب، مع ارتباط قوة هذا الارتفاع بمسار أسعار الفائدة الأميركية، والإصلاحات الاقتصادية قصيرة وطويلة الأمد، سواء في أسواق السندات والبورصات أو في معالجة الديون وتعزيز قوة الدولار.

وعن السوق الكويتي، أوضح البهبهاني أن السؤال المتكرر حول التوقيت المناسب لشراء الذهب يجب أن يجاب عليه من منظور استثماري واضح، مؤكدا أن الذهب ينقسم إلى ذهب للزينة وذهب للاستثمار، وأن الاستثمار الحقيقي يقوم على الشراء الهادئ والمتدرج على مدى زمني طويل، وليس على المضاربة قصيرة الأجل.

المعدن الأصفر يعزز ستراتيجية التحوط

أكد بهبهاني أن الذهب يجب أن يكون جزءا من ستراتيجية التحوط وتنويع المدخرات، من خلال:

• التعامل مع المعدن كأداة أمان وليس مضاربة.

• الشراء على دفعات زمنية منتظمة لتقليل مخاطر توقيت الدخول.

• التركيز على السبائك الاستثمارية لكونها أقل تكلفة من حيث المصنعية.

الأونصة مرشحة إلى 5000 دولار نهاية 2026

توقعت "مورغان ستانلي" وصوله إلى 4800 دولار للأونصة، وتوقعت "غولدمان ساكس" بلوغه 4,900 دولار للأونصة، فيما توقع بنك أوف أميركا وصوله إلى 5000 دولار بالربع الأخيرمن 2026.

100 ألف دينار أعلى سعر متوقع للكيلو في 2026

• 5700 دولار للأونصة = 56,300 دينار للكيلو

• 6660 دولار للأونصة = 65,900 دينار للكيلو

• 7500 دولار للأونصة = 74,100 دينار للكيلو

• 10,000 دولار للأونصة =100,000 دينار للكيلو

سعر الغرام... عالمياً ومحلياً

أشار الموسوي إلى ان سعر الاونصة (تساوي 31.1 غرام) يوم 22 ديسمبر الماضي بلغ 4420 دولار (نحو1350 دينارا كويتيا)

• السعر بالكيلو الحالي = 43000 دينار

• سعر الغرام عيار 24 = 43 دينارا

• سعر الغرام عيار 21 = 37.8 دينار

رحلة صعود الذهب من 2620 إلى 4400 دولار

• يناير: البداية عند 2620 دولارا، وارتفع تدريجيا حتى 2792 دولارا (نهاية الشهر).

• فبراير: بداية الصعود الحاد، وصل السعر إلى 2856 دولارا.

• مارس: استمر الصعود ليصل إلى 3119 دولارا.

• أبريل: حركة عرضية حول 3333 دولارا، مع قفزة قصيرة إلى 3460 دولارا.

• مايو: استمرار الحركة العرضية مع تثبيت الأسعار قبل الصعود الكبير.

• يونيو: الأسعار مستقرة حول 3460 دولارا.

• يوليو: استمرار الاستقرار التحضيري قبل القفزة الكبيرة.

• أغسطس: القفزة الكبرى بدأت، وصول السعر إلى 3860 دولارا، ثم 4044 دولارا.

• سبتمبر: استمرار الصعود التدريجي حتى 4200 دولار.

• أكتوبر: وصول الذهب تدريجيا إلى 4370 دولارا.

• ديسمبر: حقق الذهب مستوى تاريخي متجاوزا 4400 دولار.