جواباً على مقالة الزميل راجي سلطان الزهري

بداية ينبغي أن اعبر عن اعتذاري لتأخر الرد على الاخ الزميل راجي الذي ارسل لي المقالة على مجلة، للاسف، مغمورة ونشرها محدود، خصوصاً أن الكثير من المطبوعات على شكل مجلات او منشورات، اوحتى كتب قلما تصل او تعرض على رفوف المكتبات التجارية، او حتى وصلت وتم عرضها على رفوف المكتبات، ينبغي أن نعلم أن المحال النوعية الخاصة، قلما تعرض في مكتبات تعلم جيداً أن قراءها معدودون، لذلك فاعذرني اخي العزيز على تأخر الرد، وكما نقول في العامي "السموحة".

اخي العزيز، انت خصصت مقالتك المطولة لموضوع او قضية اصررت أن هناك خلافاً عليها، متجاهلاً التاريخ والطبيعة الجغرافية وغير ذلك من المسائل.

من هنا عندما قلت موضوع خور عبدالله انتهى، لم اقل ذلك من قبيل التعالي او الغرور، انما اعتمدت على قرار مجلس الامن رقم 833 الصادر عام 1993، وهو من القرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، اي انه من القرارات المفروضة على العراق جراء الغزو الظالم والعدواني وغير الانساني على دولة شقيقة جارة ومسلمة.

اما من باب التاريخ، فمنذ الصغر وانا الان تجاوزت الثمانين من العمر كنت صغيراً، وانا اسمع من الكبار وربابين السفن، لا سيما السفن القادمة من ايران، انها كانت تتجه الى الكويت من ناحية خور عبدالله، وهذا يدل أن المسمى قديم من قدم حكام الكويت، فعبدالله هذا الحاكم الثاني للكويت خلفاً لوالده المؤسس صباح الاول سنة 1615، وزيادة في العلم أن منطقة ام قصر سميت باسمها، بعد ما بنى تاجر كويتي قصراً في تلك المنطقة، واسمه احمد رزق، ولم يكن للعراق اي وجود، هناك خصوصاً في تلك الازمان، إذ كان العراق خاضعاً للدولة العثمانية، التي انسحبت من العراق 1916 بعد احتلال الانكليز، وهنا ايضاً تم تحديد حدود الكويت مع العراق، وهذه الخريطة اعتمدت كخريطة رسمية وتاريخية للكويت، ومنذ ذلك التاريخ كل الخرائط التي رسمت مع دول الجوار، العراق والسعودية، اتخذت الخريطة العثمانية مرجعاً تاريخياً، ورسماً معتمداً لحدود الكويت.

الامر المعلوم، لم تتجدد مسألة الخلاف المزعوم على خورعبدالله الا بمناسبة الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة، والتي انتهت في الشهر الماضي، بمعنى اتخذوه حائط مبكى، وحقاً قانونياً وتاريخياً، بقدر ما اتخذه المرشحون دعاية انتخابية مؤثرة على اهالي البصرة، وما جاورها.

خور عبدالله يُحاذي جزيرة بوبيان الكويتية مباشرة، ولو كانت الجزيرة تعود للعراق، لما تأخرالانكليز والاتراك عندما رسموا حدود البلدين،عن الحاق الجزيرة بالعراق.

إن الخلاف اشبه بالمثل الشعبي "حكم الزور على الزرزور"، خصوصاً اغلب الذين يتبجحون ابعد ما يكونون عن فهم الحقيقة.

ان جزيرة بوبيان اكبر الجزرالكويتية وهي بحجم ثلث مساحة الكويت.

إلى اليوم لا تزال بعض الاشكالات العالقة بين الكويت والعراق، والاخوة المسؤولون في بغداد بصدد انهائها مع الكويت.

العراق لم يكن دولة بحرية، انما تحيطه الانهار، وكانت السفن الكويتية تزود العراق ببعض احتياجاته، وتنقل تموره الى افريقيا والهند وباكستان.

إن بعض العراقيين الذين يتحججون، او يتبجحون، بملكية خور عبدالله لم يثبت أن منعت الكويت السفن العراقية من المرور بالخور، فالخور هو اشبه بقناة دولية حق المرور بها مباح، كما أن العلاقة بين البلدين الجارين اكبر من الجزيرة، واكبر من خلافات مصطنعة.

كاتب صحافي

[email protected]