حوارات
يجدر، بل يتوجّب، على الإنسان العاقل، مهما كان عمره، ألاّ يكترث بمن يستمرّ يشكّك في طموحاته، وتطلّعاته الإيجابية تجاه نفسه، وما هي تأمّلاته حول ما يمكنه تحقيقه لنفسه، حين يريد عمل ذلك، فالحياة الشخصية التي لا ترتكز على الطموح، أو على السعي المستمر لعيشها بشكل أفضل من السابق، ليست حياة مناسبة لمن يقدّر، ويحترم ويعتزّ بنفسه، فمُحدِّثك كاتب هذه المقالة، طمحت منذ صغري ليكون لي شأن ما في هذه الحياة، أستطيع بعد سنوات أن أفتخر وأعتزّ بما حقّقته لنفسي، فلقد نشأت في بيئة أسرية تعرّضت فيها في الثامنة من عمري للتيتُّم المبكّر بفقدان والدتي( رحمها الله)، وفقدت في السنة نفسها أختي الكبيرة، والوحيدة والحبيبة، والتي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وتعرّضت أنا واخوتي الصغار للحرمان العاطفي الأمُومِيّ بأقسى أنواعه.
لكنني لم أتوقّف عن السعي إلى تحقيق طموحاتي، ولقد كنت شغفاً بتثقيف نفسي، وتطوير قدراتي العقلية، لإدراكي المبكّر لأهميتها بالنسبة لي، لا سيما في تحقيق الاكتفاء، والاعتماد الذاتيّ الكامل، وأعتقد أنني قد حقّقت الاكتفاء بشكل مقبول، وبالطبع، يمكن لأي إنسان تعرّض في حياته لتحديّات صعبة للغاية، تحقيق أغلب طموحاته، إذا حرص على امتلاك إرادة قوية تجعله يثابر لتحقيق ما يعتقد أنه يستحقّه في هذه الحياة.
ولقد تعرّضت شخصيّاً لمحاولات بائسة ويائسة لتحبيطي عن طموحاتي، على أيادي أشخاص سلبيّين ومحبطين باختيارهم، وعلى أيادي نفر نرجسي تحيّزوا ضدّي بسبب جيناتي، وأين وكيف نشأت.
جعلتني هذه التحيّزات التَمْييزيّة أكثر إصراراً على تحقيق أهدافي، وطمحت لاحقاً للحصول على شهادة الدكتوراه في اللغة والأدب الانكليزي، وتعرّضت في مسيرتي الأكاديمية لتحقيق ذلك، لتحيّزات مشخصنة أترفّع الآن عن ذكرها، لأنني لم أهتمّ بها، آنذاك، وواصلت التطلّع، وطمحت بعد التقاعد المبكّر للتفقّه في اللغة العربية، وللكتابة الإبداعية والنفسية، والأخلاقية فيها، ولا أزال أكافح في هذا الطريق.
ولولا توارد واستمرار طموحاتي طوال السنوات الماضية، لا أعرف كيف سيكون عليه حالي اليوم، والانسان الذي يقدّر ذاته، ويعرف قيمتها، يطمح ولا ييأس إطلاقاً.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi