مختصر مفيد
تقول إحدى النساء: "بعد سنواتٍ من الزواج، اكتشفت ان الرجل هو الذي يضحي بجميع الأشياء، التي بين يديه ليعطيها لزوجته، او أبنائه، او أمه، او أخته او أبيه او حفيده.
وهو الذي يضحي بشبابه وصحته، من أجل زوجته وأولاده، عندما يعمل بشكل متواصل، وأحيانا لأوقات متأخرة، ثم يتحمل عتاب أمه وأبيه، وتوبيخ رئيسه في العمل.
والأب هو الإنسان الوحيد في العالم، الذي يتمنى أن يصبح أولاده أفضل منه، في كل شيء، وهو الذي يتحمل أبناءه صغاراً، إذا داسوا على قدميه، ويتحملهم كباراً، إذا داسوا على قلبه.
والأب هو الذي يعطي أولاده أفضل ما يملك، بل كل ما يملك.
واذا كانت الام تحمل أطفالها تسعة أشهر في أحشائها، فإن الأب يحمل أبناءه في عقله، وتفكيره العمر كله.
وتـنهي هذه المرأة الشجاعة اعترافها بالقول: "احترموا كل رجل او أب في حياتكم، فأنتم لن تقدروا أبداً كمَّ التضحيات التي يبذلها من أجلكم"
ورأي آخر: "يخطر في بالِكَ شيء ما فتتصل عليه وقت دوامِهِ، ويردّ، ويتقبلك بكل صدرٍ رحب، ولا تعلم حاله، فربّما مديره، وبَّخه، أو زميله ضايقه، أو مصاريفكم أثقلته، وتطلب منه: بابا جيب معاك عصير فراولة".
ويردّ: "من عيوني، بس خلك رجل، ولا تزعج أمك".
يأتي إلى البيت، وقد أُرهق من الدّوام، والحرّ، والزَّحمة ونسي طلبك، فتقول له: بابا أين العصير؟
فيتعنى، ويخرج ليحضر لك طلبك بكُلِّ سعادة، متناسياً إرهاقه، واليوم تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك هاتفيا، فتشعر بأنه يضايقك، وقد لا ترد عليه إذا تكرر الاتصال والقلق.
تعود للبيت متأخراً فيوبّخك؛ ليشعرك بالمسؤوليّة، ويستمر في مشوار تربيتك، فترفع صوتك عليه، وتضايقه بكلامك، وردودك فيسكت ليسَ خوفاً منك، بل صدمةً منك.
بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه، واليوم أنت أطول منه، بالأمس تتلعثم في الكلام، وتخطئ في الحروف، واليوم لا يسكتك أحد، تناسيت، مهما ضايقك فهو والدك، كما تحملك في طفولتك، وتحمل أخطاءك، فتحمله في مرضه، وشيخوخته، أحسن إليه، فغيرك يتمنى رؤيته من جديد.
سألوني أيُّ رجلٍ تحب؟
فقلت: من انتظرني تسعة أشهر، واستقبلني بفرحة، ورباني على حساب صحته، عذرا لجميع الرجال، فلا أحد يشبه الأب". "انتهى الاقتباس".
قلت آنفا: "أحسن الى أبيك فغيرك يتمنى رؤيته من جديد"، إي والله، بعد رحيل الأب يتقطع الفؤاد حزنا، وأسى على فراقه.
في سنة 1968، وكان عمري 18 سنة، جاءني أبي وأمي بهدية، وهي صورة لي فوتوغرافية، كانت أبيض وأسود، لكنهما احضرا الصورة بالألون، يعني رتوش، كسرت خاطر أمي وابي إذ قلت: لماذا هذا المصور الفوتوغرافي أضاف الألوان، أي لم تعجبني الهدية.
بعد مرور 57 عاماً الى اليوم، وقلبي يتقطع اني لم أجبر خاطرهما، أكتب لكم بدموع الأسى والندم.
نقول هذا لأن دور الصحافة في المجتمع لا يقتصر فقط على نشر الأخبار وما شابهها، مع أهمية هذه الأخبار للناس، بل لأن للصحافة دورا تثقيفيا وتربويا مهما، ورسالتها من شأنها ان تؤثر على صاحب القرار السياسي، وتفيد التنمية البشرية، وتكشف بؤر الخلل والفساد في المجتمع، وتشجع على التطور الاقتصادي.
[email protected]