الحياة ليست نزهة

حوارات

يمضي بعض الأفراد في مسيرة حياتهم وكأنّها نزهة مستمرّة، هدفها الوحيد الترفيه، والاستمتاع والتسلية، وربما يتناسون أنّهم يملكون فقط حياة دنيوية واحدة لن تتكرّر، ومن المفترض أن يرتكز جزء منها على أولويات، وأهداف شخصية واضحة يسعى الانسان الى تحقيقها بهدف عيش حياة كاملة.

وتوجد أسباب محدّدة ترسّخ هذه الفكرة السلبية في عقول البعض، وثمة بدائل ناجحة أفضل منها:

- الأسباب: يظن بعض الأفراد أنّ مهمّتهم الوحيدة على سطح هذا الكوكب هي الاستمتاع، والترويح عن أنفسهم قدر المستطاع، وربما يعتقد بعضهم أنّهم يخدمون ويفيدون أنفسهم عبر إتّباع هذا الأسلوب الحياتي السلبي، وكلما خفّ عقل الشخص فرطت سلوكياته، وكلما اختار أن يبقى في بيئة ترتكز على الاستمتاع فقط بالمتع الحسيّة والمادية، فهو ينغمس أكثر في تضييع وقته الشخصي، ويعجز عن عيش حياة متكاملة نفسياً وأخلاقياً وروحياً. وكلما قلّت جديّة الفرد تجاه واجباته ومسؤولياته الأخلاقية تجاه نفسه، مال أكثر نحو الانغماس العبثي فيما الالهاء العدمي، وبسبب رفض الفرد تحديد أولوياته، وأهدافه الشخصية والعمل على تنفيذها على أرض الواقع، ستلاحظه يقضي معظم وقته في ما هو تافه، ولا فائدة من ورائه.

وتؤدّي الرفاهية المفرطة أحياناً الى التأثير سلباً على بعض الأفراد، إذ يستمرون يعيشون حياتهم في رغد عيش يعتقدون أنه دائم لا يزول، وربما يتأثّر أبناؤهم بأساليب البذخ المصاحبة للرفاهية المفرطة، ويفتقدون المهارات الحياتية الأساسية، مثل الاعتماد على النفس، وكيفية حلّ المشكلات، والتعامل الصحّي مع الضغوط النفسية التي يتعرّضون لها بين الحين والآخر.

- الحياة ليست شقاءً مستمراً: ليس منطقياً القول انّ الحياة الكاملة يجب أن تتحقّق فقط بعد شقاء وتعب طويل، لكن من يستعمل عقله للتفكير في أساليب الحياة التي يتّبعها حالياً، سيدرك تدريجياً أن الاعتدال والتوازن، والوسطية في سلوكياته الشخصية، ستضمن له عيش حياة سعيدة، وبالنسبة للعاقل فهو يعمل قدر ما يستطيع على تنظيم وقته الشخصي للإيفاء بمسؤولياته الأخلاقية، ويضع جزءا من هذا الوقت للترفيه الإيجابي، لكنه يرفض الانغماس المفرط في ما لا يقرّبه أكثر من تحقيق أولوياته وأهدافه الحياتية الأساسية.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi