تتنفس الكويتُ هذه الأيام عبيرَ ذكرى غالية، وتلبسُ حُللاً من الفخر والاعتزاز، وهي تحتفي بالذكرى الثانية لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد، زمام الحكم ومقاليد الإمارة.
في الـ20 من ديسمبر عام 2023 تولى سموه مقاليد الحكم ليكون الحاكم السابع عشر للكويت؛ بعد مسيرة حافلة بالإنجازات استمرت ستة عقود، تولى خلالها مناصب رفيعة، قبل تزكيته ولياً للعهد. عامان مضيا لم يكونا مجرد رقم في تقويم الزمن، بل كانا فصلاً من العمل الدؤوب، ورؤية ثاقبة أعادت صياغةَ المشهدِ الكويتي بروح تملؤها الحكمة، وعزيمة تبتغي الرفعة.
منذ اللحظة الأولى لتولي سموّه مقاليدَ الحكم، رسم ملامح "العهد الجديد" بكلمات صريحة ومنهج واضح، واضعاً مصلحة الكويت فوق كلّ اعتبار.
لقد حمل سموُّ الأمير أمانة الحكم بيد قوية وبصيرة نافذة، مؤكداً أنَّ المساءلة والرقابة هما وقودُ الإصلاح، وأنَّ هيبةَ القانون هي المظلة التي يستظلُّ بها الجميع.
في عامين فقط، شهدت الكويت تحولات اقتصادية جذرية، حيث انطلقت عجلة الإصلاح لتطال مفاصل الإدارة والاقتصاد، لم يكن الهدف مجرد أرقام في الميزانية، بل كان بناء اقتصاد صلب وقادر على مواجهة تحديات المستقبل. ومن أبرز هذه المحطات:
• تعزيزُ الشفافية والحوكمة: عبر مكافحة الهدر، وتطوير الأداء الحكومي، ما عزز من ثقة المستثمر، المحلي والعالمي، في بيئة الأعمال الكويتية.
• رؤية "كويت 2035: الدفع بمشاريع البنية التحتية الكبرى، والتركيز على تنويعِ مصادر الدخل بعيدا عن النفط، من خلال دعم قطاعات التكنولوجيا، السياحة، والخدمات اللوجستية.
• تحفيز القطاع الخاص: عبر تشريعات مرنة تفتحُ الآفاق للمبادرين والشباب، وتخلق فرص عملٍ حقيقية تساهم في رفد الناتج القومي.
لم يقتصر العهد الأميريّ على الجانب الاقتصادي، بل امتدت يد البناء لتشمل المواطن والمقيم في كلّ تفاصيل حياتهم، فكانت هناك طفرة في تطوير الخدمات، التعليمية والصحية، وخطواتٌ جادةٌ نحو "التحول الرقمي" الشامل الذي جعل من المعاملات الحكومية تجربة سهلة وميسرة.
وفي السياسة الخارجية، استمرت الكويتُ في دورها كـ"صوتٍ للحكمة" ومرتكز للسلام الإقليمي، متمسكةً بثوابتِها القومية وعلاقاتها الستراتيجية المتوازنة.
إنَّ الاحتفال بالذكرى الثانية لتولي سموّ الأمير، هو احتفالٌ بروح "الدولة القوية" التي تعرف وجهتها جيداً. إنَّ كويت اليوم، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، تسير بخطىً واثقة نحو مستقبلٍ يجمع بين أصالة الماضي وطموح الغد.
فسلامٌ على كويت العرب، وهي تجدد الولاء لربّانها، وتغرس في كلّ يوم شجرة من الأمل، ليحصدَ الأبناء وطناً عزيزاً، شامخاً، ومزدهراً.
حفظَ اللهُ الكويت، أميراً وشعباً، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.
كاتب يمني