الاثنين 29 ديسمبر 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
رَهيفُ الإِحْساس يَمُوتُ مُبَكِّراً
play icon
كل الآراء

رَهيفُ الإِحْساس يَمُوتُ مُبَكِّراً

Time
الأحد 28 ديسمبر 2025
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "(الزمر 42).

يُحِسّ ويشعر رهيف، أو مرهف الإحساس، بشكل أعمق من الأفراد الطبيعين، ويتأثّر بشدّة بالأحداث الخارجية، حتى لو كانت طبيعية، وفقاً لوجهة نظر أغلبية الناس، ويتعاطف بإفراط مع كل من يتخيّل أنهم يمرّون بصعوبات حياتية شديدة.

وأعتقد، أنّ بعض أصحاب القلوب المرهفة الى حدّ كبير في عالم اليوم المضطرب، ربما يغادرون الحياة مبكّراً، وكثير منهم ربما يموت عاطفياً قبل ذلك، ومن الأسباب المحتملة لرهافة الحسّ المتجاوزة للحدود المنطقية، في السلوكيات الإنسانية الاعتيادية، ولحماية رهيف الإحساس من الموت المبكّر، نذكر منها ما يلي:

- الأسباب: تتجمّع في قلب الفرد رقيق المشاعر ضغوط نفسيّة يصعب عليه، بسبب رِقَّة طبعه، التنفيس عنها بشكل صحّي، وبسبب استجاباته العاطفية لكلّ ما يتعرّض له من تصرّفات خارجية سلبية.

وربما لعدم تأهّله الجيني للتنفيس العاطفي، أو لتلقّيه لتربية أسريّة مرهفة، أو مرفّهة، سعى فيها الوالدان، أو أحدهما، بشكل مفرط لحماية أطفالهم من كل شيء، أو لقنوهم السلوكيّات المهذّبة جداً، والمراعاة المبالغة لمشاعر كل الناس على حساب الثقة بالنفس، واحترام الذّات.

ولتوهّم المرهفين أنهم سيحتاجون طوال أعمارهم الى الحصول على رضا، وقبول، وتأييد كل من يحتكّون بهم، لكي يشعروا بقبول الذات، وبسبب الاصابة بالخوف المرضي، وربما للتجارب الصادمة في مرحلة الطفولة، والتي أدّت بعد البلوغ الى رهافة الإحساس المفرطة.

ويحدث أن يموت مرهف الإحساس شعورياً مع مرور الوقت، ويبلد عاطفياً، ولا يكترث بمشاعر الآخر، ويُحتمل أن يبدأ يتعاطى مادّة مضرَّة تخفّف من الألم المستمر في قلبه الضعيف.

- الحماية من الموت المبكّر: يعزل رهيف الإحساس نفسه عن الناس لمدّة لا تقلّ عن ثلاثة أشهر، يعيد فيها برمجة حمضه النووي، بهدف أن يكون صلباً عاطفياً وقوياً فكرياً، وبالطبع، وفقاً لما أثبته العلم، يمكن للإنسان إعادة تشكيل حمضه النووي عن طريق إتّباع نظام غذائي مختلف، وإعتناق سلوكيات جديدة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار