حوارات
تشير راحة البال الى ارتياح نفسي داخلي، يشعر فيه الانسان بالطمأنينة، وعدم القلق المفرط تجاه أي شيء، أو أمر خارج نفسه، وهي أيضاً سكون نفس المرء، وهدوئها، وأعتقد أنّ الحصول على راحة البال في عالم اليوم الضَّنِك هي اِختيار شخصي بحت، فلا أحد، أو شيء مخلوق في هذه الدنيا، يمكن أن يمنع المرء من الشعور براحة البال وقت ما يشاء، ومن بعض ما يجعلها اختياراً شخصياً، نذكر ما يلي:
- لا تقلق حول شيء لا تتحكّم به: عندما يتوقّف الفرد باختياره عن التفكير المفرط تجاه ما هو خارج سيطرته المباشرة، سيشعر براحة البال، لأنه ترك ما لا يستطيع منطقياً إصلاحه أو تغييره، ويسخّر وقته الثمين نحو ما يجلب له الشعور بالطمأنينة.
- التخلّص من السموم الفكرية والعاطفية: تلتصق بعقل وبقلب الانسان سموم فكرية وعاطفية بسبب احتكاكه الإضطراري مع أشخاص سامّين، وبسبب تأثّره اللاّ واعي بما يحدث، ويجري في العالم الخارجي، ويتخلّص العاقل من هذه السموم بتعويد عقله على عدم التفكير بها، وبإزالة رواسبها من تصرّفاته اليومية.
- الهواية المجزية: تصبح الهواية نشاطاً مجزياً للفرد عندما يشعر بسعادة استثنائية حين يمارسها، لا سيما عندما تخفّف الهواية ممّا يشعر به من قلق، وبخاصّة عندما ينشغل بها بشكل كامل أثناء أدائه لها، ومن أهم فوائد الهواية المجزية اِستبدالها الشعور بالفرح الشعور بالتوتّر أو الاكتئاب.
- لا تحقد: الحقد حالة نفسية سلبية تنشأ عن الغضب الطبيعي، لكن أحياناً يتفاقم هذا الغضب، حتى يتحوّل الى دُمَّل داخلي يكاد ينفجر بسبب ما فيه من قيح كره سّام، وكلما قلّ حقد المرء، كلما طهر باطنه، وشعر تلقائياً براحة البال بسبب عدم حقده على أي إنسان.
- لا تكن حمّال الأسيّة: يُجبِر بعض طيّبي القلوب أنفسهم على تحمّل أخطاء أشخاص بالغين عمرياً، لكنهم غير ناضجين نفسياً، لشعورهم المبالغ أنهم مسؤولون عنهم، فيرهقون عقولهم وأبدانهم لحل مشكلات لا علاقة لهم بها، وهم من يرمّمون حياة الناس وينسون حياتهم، ويحرمون قلوبهم من التمتّع براحة البال، التي يستحقّونها، فلعلّ وعسى.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi