احْذَرْ التَّلاعب الْعَاطِفِيّ

حوارات

التّلاعب العاطفيّ هو استغلال مقصود لنقاط ضعف شخصية الانسان، ويهدف لتحقيق مصالح المتلاعب على حساب المتلاعب به، ومن بعض التصرّفات الحكيمة التي يمكن أن تساهم في التَّصدّي للتّلاعب العاطفيّ، نذكر ما يلي:

- التحفّظ مع الجميع: يتجنّب العاقل الإفراط في ألفته مع كل الناس، بسبب أنّها ثغرة يدخل من خلالها المستغلّون العاطفيّون الى عقله، بسبب اكتشافهم لنقاط ضعفه، وبهدف رسم خططهم حول كيفية استغلالها لمصلحتهم.

ويعني التحفّظ ضبط النفس، والوعي بالذّات، وعدم الاندفاع في الكلام، وعدم البوح بالمشاعر الحقيقية للغرباء، حتى لا يعرف المتلاعبون من أين تؤكل الكتف.

- اللَّطِيفُ جداً يَسُنُّ مخالبه: يحدث أن يقابل الانسان شخصاً لطيفاً ومهذّباً بشكل يبدو متكلّفاً، رغم أنّ الوقت، أو الظرف، أو المكان الذي يقابله فيه لا تستدعي اللّطافة الزائدة عن الحد، ويحصل أحيانا أن يكون هذا النوع من الأفراد متلاعبين عاطفيّين محترفين، يهدفون بشكل أو آخر الى استغلال الضحيّة أو السيطرة على عقله، ويهدف بعض هؤلاء "اللّطفاء" الى تهيئة الضحية نفسياً للوقوع في شباكهم، وبقصد تحقيق مصالحهم الشخصية على حسابه، ومن المفترض أن يكون المرء العاقل متحفّظاً بشدّة مع هذا النوع من الممثلين المحترفين.

- لا تكشف أسرارك حتى لنفسك: تكمن أهمية عدم الإفصاح عن الأسرار الشخصية في أنّها تحمي الفرد من تعريض نفسه، لما لن يكون في مصلحته، وهو انكشافه الكامل أمام المتلاعبين، ومهما كانت الإغراءات التي يتلقّاها الانسان لكشف أسراره، فيجب عليه أن يحذر أشدّ الحذر من هذا الأمر، وليمسك لسانه حتى لا يدمّر حياته.

- لا تتَعَوَّد على أحد: يتعوّد المرء على الآخرين عندما يألفهم بشدّة، لدرجة أنّه يعتقد أنهم فعلاً جزء لا يتجزأ من حياته الشخصية، حتى أنه لا يصبر عن رؤيتهم أو التحدّث معهم، ويؤدّي هذا التصرّف السّاذج الى تقليل قيمته عندهم بسبب أنّهم يعتقدون أنّه يحتاجهم في حياته أكثر من احتياجهم إليه، ومن عواقب هذا التصرّف أنه يمثّل دعوة مجّانية للمتلاعبين للعيث فساداً في حياته، فكن على حذر من الأفَّاكِين العاطفيّين.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi