منوعات
"Everybody know" دراما تبحث في الأعماق الإنسانية
الأحد 01 سبتمبر 2019
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:شهدت فعاليات مهرجان "صيفي ثقافي" عرض الفيلم الأوروبي "Everybody know " في مركز بروميناد وسط حضور كبير من الجمهور، حيث تتميز عروض الأفلام بأجواء مفتوحة وسط الفناء، وهو أمر جديد في العروض السينمائية بالمهرجان، ومن شأنها لفت انتباه المتواجدين لمشاهدة ما يقدم على الشاشة وكذلك وسيلة جديدة ورائعة لنشر الثقافة السينمائية.الفيلم لساحر الدراما الإيرانية المخرج أصغر فرهادي، الذي كتب السيناريو أيضا ويلعب بطولته بينلوبي كروز وخافيير بارديم المتزوجان منذ أكثر من عقد، كما تعد تلك التجربة السينمائية الخامسة التي تجمعهما، في حين تعد التجربة الثامنة للمخرج الإيراني، الذي حقق مكانة مهمة في السينما العالمية. الفيلم عن أسرة إسبانية مكونة من زوجين ومعهما من الأبناء ولد وبنت يعيشون في "بوينس آريس" بالأرجنين، ثم تعود الزوجة "لاورا" بينلوبي كروز إلى مسقط راسها خارج العاصمة مدريد بإسبانيا، لتلتقي عائلتها وأصدقائها وتحضر حفل زفاف شقيقتها، ثم تبدأ أحداث الفيلم تأحذ منعطفا خطيرا يكشف العديد من الأسرار أهمها اختفاء ابنتها والبحث عنها في حبكة مليئة بالإثارة والشكوك مما يكشف الأحداث البسيطة لهذا الفيلم، التي كانت في البداية غير واضحة، ويبدو ان المخرج يستخدم هذا الضغط النفسي، حتى يجعل المشاهد يطرح العديد من التساؤلات، وبالمناسبة هذه المرة الثانية، التي يخرج فيها المخرج فرهادي من إيران من أجل صنع فيلم، لكنه اكتسب كثيرا من طبيعة الدولة، التي صور فيها الفيلم وهي إسبانيا، ويلفت الانتباه انه اهتم بالبعد النفسي في الفيلم وحاول حتى اللحظات الأخيرة الا يقدم حلولا ليسطر النهاية، وهذا التكنيك الفني كثيرا ما يعجب المشاهد بسبب شغف الأحداث حتى يعرف سيرها، لا سيما حين يكون هناك جريمة خطف أو غيرها لكن أصغر كان ذكيا حين بحث في الأعماق الإنسانية، وهذا ظهر جليا على انفعال بينلوبي كروز في حزنها وصراخها ورد فعلها بشكل عام عند خطف ابنتها والبحث عنها، بينما ظهر زوجها وكأنه يحمل هما كبيرا، كذلك اعتمد الفيلم على كم من الأسرار والتساؤلات لكن جميعها كانت مقبولة في ظل البعد الدرامي، الذي يجسده الممثلين وفي ظل الحالة الإنسانية التي سادت أغلب مشاهد الفيلم رغم الإثارة، التي تسببت بها الفتاة واختفائها بصورة غامضة، وهي تركت وراءها علامات استفهام كثيرة وأسرارا مخيفة.تختلف هذه التجربة عن التجارب السينمائية التي قدمها المخرج الإيراني من قبل، لكنه في هذا الفيلم استخدم الدراما السينمائية بشكل رائع وجعل هناك حالة من التسلية والمتعة عند المشاهدة، ما يدل على انه مخرج واعي ولديه الكثير من الأدوات السينمائية، التي تجعله يصل الى محطات اكبر في السينما العالمية، لا سيما اذا وضع في الاعتبار ان هذا الفيلم تم عرضه في افتتاح مهرجان كان العام 2018، ليصبح ثاني فيلم باللغة الإسبانية ينال هذا الشرف، والأهم ان المخرج أصغر فرهادي تم ترشيحه لجائزة افضل مخرج في هذا المهرجان ايضا، لكن بالتأكيد لم تكن هذه المحطة الأولى والأخيرة للفيلم فقد رشح لعدة جوائز في المهرجانات الأوربية مثل "خوسية ماريا فورقيو" ومهرجان "قويا" ومهرجان الكتاب السينمائيين الإسباني، فضلا عن حصول الفيلم على عدة جوائز في مهرجانات مختلفة مثل مهرجان "الإطارات الفضية 2019"