"Happy as Lazzaro"صراع الرأسمالية والفقراء

كتب - مفرح حجاب:


شهد مجمع بروميناد بحولي، عرض الفيلم الإيطالي "Happy as Lazzaro"، ضمن مهرجان "صيفي ثقافي" وسط حضور جماهيري.أحداث الفيلم اشبه بالأساطير، عن الفتي الطيب "لازارو" وكذلك طبيعة القرية المعزولة، التي تدور فيها الأحداث "إينفيوليتا"، يعيش فيها اناس حياة بدائية ويعملون بالزراعة لدى الماركيزة تاجرة التبغ، التي تمتلك مزرعة، وهؤلاء الفلاحون يعيشون على الكفاف ومدينون لها، بين الفلاحين "لازارو" شاب طيب ليس له أب أو أم، لكنه همزة الوصل بين جميع الأطراف، خصوصا ان الكل يحبه لطيبته وتضحيته من أجل الأخرين.
الفيلم يتناول معاناة الفلاحين وكيف يتم استغلالهم في تلك المنطقة المعزولة، التي يحلمون بتركها والعيش في المدينة، وجاءت الماركيزة مع ابنها الارستقراطي لزيارة القرية، فيدعي "لازارو" انه اختطف ابن الماركيزة للحصول على فدية لحل مشاكله ومساعدة الفلاحين فتهرع الشرطة الى القرية، وتشاهد أحوال الفلاحين وتقرر نقلهم للمدينة، في وقت يسقط فيه "لازارو" من الجبل، فيتركوه، وعندما يقوم من سباته ويلتقي بعض الفلاحين بالمدينة، لا يتعاملون معه بنفس الحماسة، التي كانت تجمعهم، لذا فإن الفيلم يميل الى جانب روحاني، وتجسيد حياة المظلوم، الذي يساعد الناس دائما، وهذا واضح من معنى "لازارو" في الإنجيل، كما ان الفيلم يتعرض للرأسمالية وانعكاساتها على المجتمعات والمشاكل التي تنتج عنها خصوصا على الأسر الفقيرة، تبقى قصة الفيلم من خيال الكاتبة والمخرجة الإيطالية أليس روهفاشرو في زمان ومكان قد لا تكون فيها مثل هذه الأحداث، الا انه يحمل اسقاطات، وهو اشبه بالأعمال النوعية المسرحية، لكن الأحداث السينمائية وطريقة عرض القصة حملت الكثير من الشغف، فضلا عن ان السيناريو تمت كتابته باحترافية شديدة.
وضح في الفيلم الإيطالي حجم الجهد الذي بذله الجميع واختيار الشخصيات بعناية من قبل مخرجة وكاتبة الفيلم وكذلك مواقع التصوير، التي تتحدث عن نفسها، كما برع الممثل الإيطالي الشاب أدريانو تارديولو صاحب الأداء الرائع لشخصية "لازارو" بالرغم من انها تجربته الأولى.
اما الكاتبة والمخرجة أليس روهفاشرو فقدمت تجربة تستحق المشاهدة، لأنها لم تقدم فيلم تجاري بحت وانما اعتمدت في عملها على علم الصورة والثقافة السينمائية واحترام عقل المشاهد، لذلك جاءت تجربتها ناضجة حملت في مجملها اضاءات مهمة وكتبت فيها رسائل كثيرة واستحقت أن تنال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان "كان" دورة 2018.