آثار تخريبية لـ 500 ألف كونوكاربس على شبكات الصرف الصحي

كتب- محمد غانم:


فيما تمثل شجرة الكونوكاربس 85 في المئة من اجمالي المساحة الخضراء في البلاد بواقع نحو نصف مليون شجرة، كشفت دراسة حديثة عن "الاثار التخريبية" لهذه الشجرة على شبكات الصرف الصحي وكيبلات الكهرباء، فضلا عن تهديد "انظمتها الجذرية العدوانية" للحياة الفطرية، لافتة الى ان بعض دول الخليج تخلصت منها واوقفت زراعتها.
واستعرضت الدراسة التي اجراها معهد الكويت للابحاث العلمية وزود الهيئة العامة للبيئة بها أخيرا وحصلت "السياسة" على نسخة منها، المساوئ الخطيرة لشجرة الكونوكاربس، مبينة انها تحتاج الى كميات كبيرة من مياه الري خلال فصل الصيف "10- 15 لتر/النبات يوميا" وخلال فصل الشتاء"5 لترات/ النبات يوميا"، موضحة بأن جذورها الضخمة والمتشبعة تصل الى مصدر مائي مثل انابيب الصرف الصحي والتمديدات المائية، وحتى يمكن أن تصل الى تمديدات برك السباحة والمطابخ وغيرها، فيما لو تم زراعتها بالقرب من المنازل، لافتة الى امكانية اضرارها بالبنية التحتية ما يؤدي الى خسائر اقتصادية.
واضافت: أما مميزات الكونوكاربس فتتمثل في تحمل الاجواء المناخية الصعبة بما فيها القدرة على البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف التربة المجهدة والنمو السريع مع انتاج كميات كبيرة من اوراق الشجر خاصة في فصل الصيف مع الري بالتنقيط الامر الذي يجعل هذا النبات مقبولا في المناطق الجافة لقدرته على تثبيت الرمال ومعالجة التربة الملوثة بالنفط تحت الظروف المناخية المحلية، فضلا عن امكانية استخدامه في مكونات العلف للعجول وجمال الشكل واللون.
وذكرت الدراسة أن ادخال هذه الشجرة الى الكويت تم في اوائل التسعينات لتصبح عنصرا مهما من عناصر المناظر الطبيعية داخل المناطق الحضرية الا انها يمكن ان تلحق ضررا هيكليا بالمباني، كما ان انظمتها الجذرية العدوانية او التخريبية يمكن ان يسبب تهديدات خطيرة للبيئة الفطرية، لافتة الى ان العواقب المحتملة لزراعة هذا النوع ساهمت في زيادة الشعور بالحذر ايذاء استخدامه اضافة الى تخوف العديد من المواطنين والجهات المحلية من تواجد هذه الشجرة في المناطق السكنية كما حدث في منطقة اليرموك.
وأوضحت الدراسة انه تم توثيق جذور هذه الاشجار في العديد من البلدان والتي تسبب اضرارا كبيرة للبنية التحتية القريبة بما في ذلك خطوط انابيب المياه والصرف الصحي والكيبلات الكهربائية والاتصالات، كما يمكن ان تخل بالعناصر السطحية مثل الارصفة والجدران كما حدث في الامارات العربية المتحدة في دبي 2012 حين اكد المركز الدولي للزراعات الملحية الاضرار التي تسببها هذه الشجرة، لافتة الى ان بعض دول الخليج بدأت بالفعل في التخلص منها في المناطق غير الملائمة مثلما حدث في قطر حيث اوقفت البلدية والشؤون الزراعية زراعتها.
كما ذكرت الدراسة انه تم عقد اجتماعين في يونيو ونوفمبر 2014 في المجلس البلدي ضما ممثلين عن الوزارت والهيئات المعنية ومنها معهد الكويت للابحاث العلمية وذلك لاعداد مشروع مقترح حول الاثار السلبية للكونوكاربس، لافتة الى ان المعهد قدم مقترحا علميا حول البدائل الناجحة، كما قدم قائمة بـ 19 نوعا من الاشجار والشجيرات التي يمكن اعتبارها بديلا للكونوكاربس منها "سريسيديوم -الساسم - الزيتون - السنط".