الأربعاء 14 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

آخر الطيبين

Time
السبت 13 أغسطس 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

بعيدا عن التكسب السياسي الرخيص، لكل بلد على وجه الارض وجهاؤه الذين قام البلد على اكتافهم، واكتاف آبائهم واجدادهم، إلا عندنا في الكويت حيث الوجهاء هم اصحاب المال، ومن يتبوأ وظيفة يصبح وجيها موقتا حتى يخرج منها، حتى لو كان هؤلاء قَدِموا بالامس القريب، أما وجهاء البلد الذين كانوا أصحاب الحل والعقد فهم خارج الاهتمام الرسمي!
نشعر بالاسى والحزن، ونحن نجلس في بيوتنا مثلنا مثل نسائنا لا حول لنا ولا طول، لا يؤخذ برأينا ،ولا نسمع، ولا يسمع منا، ونحن اهل هذا البلد، ويفترض ان مكانتنا ثابتة نتوارثها ابا عن جد عند اهل الحكم.
فلم يعد لنا تقدير، ولم يعد لنا باب مفتوح ندخل منه لننقل إليهم معاناة اهلنا من اهل الكويت، الذين لم يعد يسمع لهم تقدير، بعد أن قربوا الاغراب، وأبعدوا اهل البلد الذين يمنعهم الحياء من الكلام، حتى لو كانوا في امس الحاجة، ولا يدري عنهم المعازيب! آخر الطيبين كان سمو الشيخ جابر المبارك، حفظه الله، الذي لم نجد في يوم من الايام صعوبة في الدخول عليه، وما إن ندخل إلا وبادرنا قبل ان نتكلم بالسؤال: " شلون الجماعة، شلون اهل الجهرة"؟
فنحن نفهم ما يقول، وهو يفهم ما نقول، كيف لا وقد سمعها اباؤنا واجدادنا من مبارك الحمد قبله، وهو خريج اكاديمية حكيم الكويت مبارك الحمد الكبير الذي لم يعطه التاريخ حقه؟
وللتوضيح فإن أبوصباح يسألنا عمن ينتظر عودتنا بفارغ الصبر من اهل الكويت الذين نرفع الى الشيوخ حاجاتهم، ويبتون بها، سواء أكانت مادية او معنوية، بل وينتظرون عودتنا من الشيوخ ليفرحوا ويفرحوا عوائلهم!
وللحق والتاريخ على كثر حاجاتنا، وأوراقنا، ومعاملاتنا لم نخرج في يوم من الايام من مكتب جابر المبارك مكسوري الخاطر، كذلك لم يكسر سموه خاطر من ينتظر عودتنا بفارغ الصبر، فقد كان جابر المبارك اخر الطيبين الذي يتفقد احوال المؤسسين من اهل الكويت، ويمسح دمعة المحتاج منهم، بل يحرص على ان تبقى ابواب البيوت العريقة مفتوحة على عزها ومعزتها لا يضيمها الدهر، و"راسه يشم الهواء"!
وها نحن الان نجلس في دواويننا شبه الخاوية من الزوار، بعد ان اغلقت في وجوهنا الابواب بحجج واهية ،اخرها منع الاعضاء والمرشحين وسكرتاريتهم من الدخول، واصبح ضمنا منع دخول وجهاء الكويت من الدخول، وما علينا الا ان نفسح في الطريق للمواطنين الجدد الذين اصبحوا هم الوجهاء، ونسلم بالامر الواقع!
كان الله معك يا جابر المبارك، وفك الله سبحانه عوقك، فأنت آخر الطيبين، وبالأصح آخر من نعرفه ويعرفنا، ويتفقد احوالنا من دون وسيط، فحسناتك الكثيرة، حتى وان ضاعت عند الخلق لن تضيع عند خالق الخلق الذي سوف يجعل لك من كل ضيق مخرجا، يقول المهادي:" يالله لاتجعل الاجواد نكبه
من حيث لاضعف الضعيف إلتجابها"! ومعنى البيت واضح فاذا خلت الدنيا من الاجاويد اين يذهب الضعيف...زين؟

[email protected]
آخر الأخبار