"آدم وحوا"… نموذج درامي يكشف حقيقة العلاقات المجتمعية

"سبيكة ونوال وبيان ودنيا" تنطلق الأحداث منهن وإليهن

فالح العنزي

بدأت منصة stc عرض حلقات من مسلسل "آدم وحوا" في موسمه الأول، وهو العمل الفني الذي انتظره الكثيرون كونه يشهد عودة الفنانة ميساء مغربي، إلى الشاشة الصغيرة بعد فترة تفرغ وانشغال في صناعة المحتوى السينمائي لأعمالها الخاصة.
"آدم وحوا" من إخراج حسين الحليبي وتأليف علي شمس، الذي قدم الكثير من الأعمال المنفردة أو المشتركة مع شقيقه محمد شمس، ومنذ مشاهدة الحلقة الأولى من العمل وهي واحدة من عشر حلقات، يمكن معرفة الخطوط التي تسير عليها أحداث بقية الحلقات من ضرب في داخل عمق العلاقات المجتمعية بين الرجل والمرأة كأزواج وأصدقاء وغرباء.
"سبيكة" سعاد علي، "نوال" هدى الخطيب، "بيان" ميساء مغربي، و"دنيا" ريم ارحمة، وكذلك "ود" و"بزة" و"موضي" والكثيرات غيرهن، كل واحدة منهن تمثل مرحلة عمرية ونموذجا نسائيا حقيقيا مستوحى من الواقع، لكل واحدة قصة وحدث وخط وتفاصيل درامية منفردة، الأم والمتزوجة والمطلقة ومن تقع في الغرام، أحداث متشابكة لا يمكن تفويتها ببساطة بل كل حدث ربما يمثل مشكلة فرح أو حزن، المجتمع ونظرات من فيه، تلك العيون التي ترمق وترصد وتبني وتفكر وتهدم وتتدخل في ما لا يعنيها.
"بيان" الفتاة الحالمة المحركة للأحداث، النرجسية العاشقة، تنساق وراء قلبها وعاطفتها في علاقة تتمنى أن يكون ختامها مسكا، ولكن هذه "اللكن" تجدها أمام كل امرأة ورجل في حلقات العمل.
الجميل في المؤلف شمس، أنه يأخذك في رحلة حول حقيقة ما يدور بك من أشخاص وأفراد، صديق محب وربما عابر سبيل كل من هؤلاء ستكتشف بأنه بطل القصة بتعمد أو من دون تعمد، وهذه لعبة مشتركة في كافة أعمال علي شمس، الذي يجعل كل الخطوط مترابطة منفصلة توقع فيها كل ما هو غير متوقع، واستطاع المؤلف اختزال أحلام مجموعة من الصديقات، هذه تحلم بأن تكون طبيبة وأخرى جراحة وأمنيات عديدة في تسابق مع الزمن، كذلك من القضايا الحساسة في مجتمعاتنا الخليجية قضية "التبني" وما يواجه هذه القضية من قلة الوعي، يكتب أهل الاختصاص في هذا الأمر تحديدا مسؤولية أن يعي ويعرف الشخص المتبنى بأنه ليس ابنا لهذه العائلة لكنهم اختاروه ليكون جزءا لا يتجزأ منها، في المجتمعات الغربية يتم انعاش المتبنى تدريجيا، أما في مسلسل "آدم وحوا" وان اختلف الحدث والتفاصيل لكنها فرصة لنستكشف الطريق التي سيسلكها المؤلف في هذه الناحية.
يشارك في بطولة المسلسل مجموعة من الممثلين منهم إبراهيم الزدجالي ومحمد العلوي ومحمد صفر وحسن محمد وشيماء رحيمي وغيرهم.

لمسات بحرينية
بلا شك بات اسم المخرج حسين الحليبي، مهماً في الدراما الخليجية عامة والبحرينية خصوصا، ولمساته في كل عمل درامي تشكل أدوات مساعدة في الدفع بالمشهد الدرامي نحو الأمام، يمكن تلمس ذلك في كل مشهد، الحركة الايماءة، تلافي الأخطاء وتلافي عدم الشعور جميعها موجودة وبكل قوة في المشاهد التلفزيونية، الجميل في الحليبي انه قارئ جيد لكل التفاصيل، خصوصا التي يجعلها المؤلف مختبأة بين السطور، لذا يعمل في خط متوازن للابقاء على عنصر الترقب والتشويق ولا يحرق الحدث مثلما يفعل بعض المخرجين.
عودة موفقة للفنانة ميساء مغربي، وتألق جميل للفنانة ريم ارحمة، بينما الفنانة هدى والخطيب وزميلتها سعاد علي، تظلان هما "راس المال" ثقل فني درامي، واختيارهما للشخصيتين جاء موفقا.
ويتوقع بعد هذا العمل ربما سيظهر تلفزيونيا ثنائي درامي جديد يتمثل في الفنانين محمد العلوي وميساء مغربي.