آلاف القتلى والمصابين في أعنف زلزال يضرب المغرب منذ قرن

العاهل المغربي يأمر بنشر قوات الجيش… والضحايا إلى 1037 قتيلاً و1204 مصابين… ومئات الهزات الارتدادية

• وحدات للتدخل وطائرات ومروحيات وطائرات بدون طيار ووسائل هندسية ومراكز للدعم
• الآلاف في الشوارع خوفاً من الهزات الارتدادية ومقاطع فيديو مأساوية وحملات للتبرع بالدم

الرباط، عواصم - وكالات: في زلزال هو الأعنف الذي يضرب المملكة منذ قرن، استحضر المغاربة أجواء الكابوس الذي عاشه أقرانهم في كل من تركيا وسورية في فبراير الماضي، حيث ضرب زلزال قوي المغرب في وقت متأخر من ليل أول من أمس، وشعر به السكان في مختلف أنحاء البلاد وتسبب في حال من الذعر والهلع في مدينتي مراكش وأغادير وغيرهما من المدن، وامتد الشعور بالزلزال إلى الرباط والدار البيضاء وفاس ومكناس ومدن أخرى وتسبب في أضرار جسيمة مثيرا الذعر بين السكان.
ووسط أجواء الصدمة صباح أمس، أعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1037 قتيلا و1204 مصابا، قائلة إن عدد الضحايا وحتى الساعة العاشرة من صباح أمس، بلغ 820 حالة وفاة و672 إصابة من بينها 205 إصابات خطيرة قبل ان يرتفع لاحقا، مشيرة إلى تسجيل 394 وفاة بإقليم الحوز و 271 بإقليم تارودانت و91 بإقليم شيشاوة و31 بإقليم ورزازات و13 بعمالة مراكش و11 بإقليم أزيلال وخمس وفيات بعمالة أكادير إداوتنان وثلاث وفيات بالدار البيضاء الكبرى ووفاة واحدة بإقليم اليوسفية.
من جانبه، قال مركز المسح الجيولوجي الأميركي إن الزلزل بلغت شدته 6.8 درجات على مقياس ريختر، موضحا أن مركز الزلزال كان على بعد 70 كيلومترا جنوب غرب مدينة مراكش وعلى عمق 18.5 كيلومتر، وعلى بعد 56 كيلومترا غرب منتجع أوكايمدين الشهير للتزلج على سلسلة جبال الأطلس.
بدوره، أكد المسؤول بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي ناصر جابور أن هذه المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب، قائلا إن الهزات الارتدادية عقب الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز أقل قوة وقد لا تشعر بها الساكنة، موضحا أن الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال، لافتا إلى أن الهزة الرئيسية التي حدد مركزها بجماعة إيجيل تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم، وتلتها مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها نحو ست درجات.
في غضون ذلك، أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس بنشر القوات المسلحة الملكية بشكل مستعجل، في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر، بالإضافة إلى وسائل بشرية ولوجيستية مهمة جوية وبرية ووحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق البحث والانقاذ، ومستشفى طبي جراحي ميداني، بحسب وكالة الأنباء المغربية.
وذكر بيان للقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية أنه تم اتخاذ التدابير الضرورية على مستوى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية والحاميات العسكرية للمملكة للتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية، كما تم نشر وحدات للتدخل وطائرات ومروحيات وطائرات بدون طيار ووسائل هندسية ومراكز لوجيستية بهدف تقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية والساكنة المتضررة.
وأضافت أن القوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية بكافة العمالات والأقاليم المعنية تواصل تجندها وتسخيرها لجميع الوسائل والإمكانيات من أجل التدخل وتقديم المساعدات اللازمة وتقييم الأضرار.
وانتشرت مقاطع فيديو وصور مأساوية في أعقاب الزلزال، ومن بينها رجل يبكي بحرقة وهو يبحث عن أطفاله وسط حطام المنزل في مدينة مراكش، فيما أثار الزلزال المدمر الرعب بين المواطنين في المناطق التي ضربها، حيث أصر كثيرون منهم على البقاء في الشوارع، خوفا من الهزات الارتدادية، التي حذرت منها السلطات، فيما لا يزال آخرون ينتظرون وصول المساعدات أو يبحثون عن أحبائهم.
وبدأت حملات رسمية تدعو للتبرع بالدم، حيث ناشد المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، جميع المواطنين إلى التوجه إلى المستشفيات القريبة من أجل التبرع بالدم، فيما أعلن مهرجان تميتار للموسيقى في مدينة أكادير إلغاء ما تبقى من فعالياته وكان من المقرر أن يشهد فعالياته الختامية أمس.