أبقار مزارع الصليبية... مهدَّدة بالجوع!

49 مزرعة تضم آلاف الرؤوس ملتزمة ببيع الحليب بأقل من كلفة الإنتاج ومهددة بالتوقف

عبد الناصر الأسلمي

يئنون في صمت... ويستغيثون ولا مغيث، يقرعون الجرس للتحذير من خطورة مشكلة يمكن أن تتسبب بأزمة حقيقية في توفير الالبان واللحوم الحمراء، دون ان تعيرهم الحكومة وهيئة الزراعة اي اهتمام.
بخطى متسارعة، تتجه مزارع الصليبية نحو كارثة، نتيجة غياب الدعم عنها منذ ديسمبر 2022 وعدم وجود مسؤولين "اصحاب قرار" في هيئة الزراعة ــ الخالية من نواب للمدير العام مخولين بالتوقيع على استمارات الصرف المعطلة منذ ثمانية أشهر والخاصة بمستحقات الدعم عن تلك الفترة.
المشهد القائم والقاتم أربك عملية تعليف الابقار في 49 مزرعة تضم آلاف الرؤوس من الثروة الحيوانية وتنتظر صرف الدعوم كي لا تتكبد هذه المزارع الخسائر لاسيما انها ملتزمة ببيع الحليب للمصانع باقل من كلفة الانتاج نظير وجود دعم الحليب الطازج في ظل ثبات قيمة الدعم منذ 1975 ما يجعل قيمة الدعم الحالية لا تتناسب مع ارتفاع تكاليف الانتاج بعد التضخم والارتفاع في اسعار المواد الاساسية.
وفيما قدرت مصادر لـ "السياسة" كلفة تعليف الابقار في 43 مزرعة بـ 5 ملايين دينار سنويا، كشف رئيس اتحاد منتجي الألبان الطازجة عبدالحكيم الأحمد أن شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين قد يحملان في جعبتهما أزمة غذائية كبيرة تؤثر على منظومة انتاج الحليب، حيث لا وجود لأي مسؤول في الزراعة منذ شهرين يمكنهم الوصول إليه لحل هذه الأزمة.
واكد الاحمد في تصريح الى "السياسة" أن مستحقات دعم الحليب الطازج مجمدة ولا سبيل لصرفها إلا بوجود مسؤول ينقذ البلد من كارثة غذائية وشيكة.
وقال: "نحن اليوم بصدد وقف استيراد أي نوع من الابقار نهائيا لعدم وجود الأعلاف الكافية فهناك مزارع تضم 200 رأس بقر وأخرى 300 رأس وغيرها تضم آلاف الأبقار لكن تلك الأعداد بحاجة الى علف يومي لاستمرار وتيرة الانتاج من حليب وغيره الى السوق المحلية لكن الواقع المخيف لتلك الأعداد من الأبقار أن الملاك أصبحوا يبيعونها للمشترين الذين بدأوا يقبلون على شرائها بكثرة نتيجة عدم تمكن الملاك من توفير العلف لها.
واوضح أن منظومة الأمن الغذائي في هذه الحالة مهددة بالانهيار بسبب نقص كميات الاعلاف دون اي اكتراث من "الزراعة"، ما ادى الى ارتفاع اسعار الاعلاف، لافتا الى مشاكل اخرى يعانيها الملاك منها تجاهل الحلول المقدمة بخصوص انتشار الامراض الحيوانية وضعف التحصين والوقاية البيطرية.
وذكر ان كلفة انتاج اللتر الواحد للحليب على المزرعة تتراوح بين 280 و300 فلس بينما تباع في السوق وللمشتري من 140 إلى 150 فلسا ما اضطر اصحاب المزارع الى بيع عدد كبير من رؤوس الأبقار تخلصا من الخسائر المحدقة بهم.
وقال: بعض المزارع تنتج كميات كبيرة من الحليب البقري وتضطر أحيانا الى توزيعه مجانا للشركات حتى لا يكون مصيرها الاغراق على الأرض أو التلف.