الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

أبناء الكويتيات أبناؤكم

Time
السبت 20 مايو 2023
View
14
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

لست أعلم ما هي طريقة تفكيرنا، وماذا نهدف عندما نستسهل تسليم إدارة أمن المطارات الى شركات أجنبية، ونعرقل ونعذب أبناء وبنات الكويتيات، عند تقدمهم لمهن تحتاج الى تخصصات نادرة، ويوجد نقص بالعاملين في هذه المهن، ومنها على سبيل المثال تخصص الأدلة الجنائية، التي ترسل أحيانا عيناتها الى الخارج للحصول على نتائج دقيقة في بعض الابحاث التي توكل اليها.
الغريب ان كليهما جهات حساسة، والأغرب أن هذه التناقضات نجدها في الوزارة نفسها التي تتبعها هذه الجهات، مع تلك الشركات ومع أبناء الكويتيات، وهذا غيض من فيض من كمية الإجحاف بحق أبناء الكويتيات، عندما يهبون الى خدمة أمهم الكويت في أي مجال كان، لكن نجد هناك من يرفضهم، ويقبل الغريب، ونجد من يوظفهم وكأنهم لا يعيشون بيننا، وفي أحضان وطنهم، ولا توجد عليهم التكاليف المعيشية نفسها التي على المواطن، فنراهم يصرفون لهم رواتب لا تسد حاجاتهم الأساسية.
هذه الاسطر لا تستهدف موضوع التعامل مع شرائح معينة من أبناء الوطن، بل الهدف تذكير المسؤول أن الدولة عندما أنفقت واستثمرت في الموارد البشرية من أبنائها من خلال تعليمهم، وتدريبهم، لم تفرق بين أحد منهم، فلماذا يتم التفريق عندما يحين وقت جني ثمار ذلك الاستثمار لمصلحة الوطن؟ هل من الحصافة عندما يتم تعليم وتدريب شخص ما، ووأد كفاءته أو تقديمه ككفاءة جاهزة بـ"بلاش" الى دول أخرى تستفيد منه؟
إلى متى هذا التخبط والسير بلا هدف في الإدارة؟
هذه رسالة إلى صاحب القرار لكي يتم إنصاف الكفاءات والتخصصات النادرة التي تحتاجها الدولة من خلال حض جهات الدولة ومؤسساتها على الاستفادة من هذه الكفاءات، خصوصا فئة الخريجين والشباب منهم، لا لشيء غير مصلحة الكويت وخدمتها، ولا ينظرون إلى هذا الأمر من ناحية مالية فقيرة بالتقدير، وتستهوي البخل، فكل دول العالم تبحث عن الكفاءات، ونحن لا نعيش في كوكب آخر، أو نختلف عن باقي البشر، نحن في النهاية دولة، وبحاجة دائمة الى أبناءها وبناتها لبناء البلد.
فليتم إنشاء لجنة في مجلس الوزراء لتقييم فئة أبناء الكويتيات، واختيار الصالح والكفاءات النادرة منهم لسد النقص الموجود في الجهات التي تحتاجهم، فالكويت تستحقهم، وهم لا يريدون الا رد الجميل الى أمهم الكويت. والبلد لن يفيدها خلق مستضعفين ومظلومين جدد، انما يحتاج الى بشر أقوياء، ومتمكنين يملأهم الأمل والطاقة، وهذا الجيل هو فرصتكم لجعلهم كذلك، بل وأفضل مما تتوقعون منهم، فهبوا لرعايتهم واحتوائهم لكي يعطوكم أفضل ما عندهم.

كاتب كويتي
آخر الأخبار