أبناء المضف واستقالة الوزير!

حسن علي كرم

تزامنت اشاعة استقالة وزير التربية، وزير التعليم العالي، الدكتور علي المضف مع جلسة الاستجواب التي تعرض لها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ حمد جابر العلي السالم الصباح من العضو حمدان العازمي، ومفادها هو ان الوزير وجد نفسه محرجاً ازاء استجواب زميله في الحكومة، فيما ابنا عمومته من ال المضف اعلنا طرح الثقة بالوزير الجابر، بينما لا تزال اجراءات طرح الثقة غير مكتملة من الناحية الدستورية.
يأتي اعلان النائبين عبدالله ومهلهل المضف في اطار تحالفهما مع الكتلة السداسية بقيادة النائب حسن جوهر، والنائبان الشابان فازا للمرة الاولى بالمقعد البرلماني، وهو مشهد مكرر لآل المضف حيث سبق للمرحوم خالد احمد المضف والمرحوم بدر المضف ان فازا معاً وفي دائرة انتخابية واحدة (الدعية) واكملا الدورة البرلمانية بلا حساسية أو احراجات.
للعلم المرحوم خالد المضف تربوي ووزير سابق، وكان من كتلة المعارضة بقيادة جاسم القطامي والدكتور احمد الخطيب، الا انه انشق مع المرحومين خالد المسعود وعبدالباقي النوري فدخل خالد المسعود الوزارة وحمل حقيبة الكهرباء والماء وبعدها حقيبة التربية، والمرحوم خالد المضف صار وزيراً للشؤون، وهو والد البرلماني الحالي مهلهل المضف، من هنا نستطيع ان نصنف عائلة المضف من الاسر السياسية المعارضة، فيما لم يمنع ذلك بالمصاهرة مع اسرة الحكم.
الكويت في تلك الازمنة لم يكن ناسها يصنفون بالمعارضة او الموالاة، فالساحة كانت مفتوحة للنقد والمدح، وفي كلا الوجهين انت مطمئن الى انك لن يقتحم عليك زوار الفجر ويجرجرونك للمديرية.
الدكتور احمد الخطيب وهو رمز المعارضة يذكر في مذكراته انه والشيخ سعد العبدالله تربيا معاً وكان المرحوم الشيخ عبدالله السالم لا يميزه عن ولده الشيخ سعد.
قطعاً الاحوال تغيرت، والزمن الذي كان لن يعود، كما يصر بعض الحالمين الذين لا يزالون يعاندون الزمن على ان الكويت شرق وقبلة والمرقاب فقط، ولا يصدقون ان المساكن وصلت الى المطلاع والسالمي والخيران، و ربما تمتد لتحتل الجزر، لذا ليعي هؤلاء الذين لا يزالون يصرون على الماضي ان عليهم مراجعة انفسهم، كما قالت ام كلثوم:" نقول للزمن ارجع يا زمن"، التاريخ سجل لكنه لن يتكرر!
نعود الى قصة ال المضف واستقالة الوزير ومعارضة الابناء، اقول: اذا صح ان وزير التربية الدكتور علي المضف قدم استقالته تحاشياً للاحراج لكون تصويت النائبين مع طرح الثقة بوزير الدفاع، فباعتقادي ان الوزير المضف قد تسرع، او لم يقرأ الساحة جيداً، فالعمل السياسي ليس فيه ابن عم وابن خال، لذلك ليس من مبرر تقديم الاستقالة، فذلك ربما يسبب ايضا، احراجاً للنائبين، لذا دعوا المقادير تجري في اعنتها، سيما ان حسابات الربح والخسارة تدل على ان الوزير سوف يخرج من الجلسة حاملاً شهادة الثقة الممهورة من الاغلبية.
يبقى على الوزير علي المضف ان يتريث، هذا ان صحت اشاعة ان استقالته مرتبطة باستجواب وزير الدفاع، لا لحالات مرضية كما قيل ايضاً، وحسنا فعل رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد برفض الاستقالة،نكرر اذا صدقت الاشاعة/ ونقول: دعوا الزمن يجري على النوايا الطيبة، فمياه النهر لا تعود مرتين!

صحافي كويتي

[email protected]