منوعات
"أبو الطيب المتنبي... شاعر العيون" استعادة تاريخية
الثلاثاء 25 ديسمبر 2018
5
السياسة
أصدرت دار "بيان" للنشر كتاب "أبو الطيب المتنبي شاعر العيون"، للمؤلف د. عبدالرحمن الهواوي. يقول الهاشمي (1403ه – 1983م): المتنبي هو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي المكني بالمتنبي، الشاعر الحكيم، وخاتم ثلاثة الشعراء وآخر من بلغ شعره غاية الارتقاء. كان أبو العلاء المعري يحب المتنبي ويرى أنه أشعر المحدثين، ويفضله على بشار، ومن بعده كأبي نواس، وأبي تمام".لقد تطرق أبو الطيب المتنبي في شعره إلى تراكيب جسم الإنسان، وما يحتويه من أجهزة مختلفة، فضلا عن إشارته إلى التراكيب والمسميات الخارجية -الظاهرة- لأجزاء جسم الإنسان. وقد تطرق المتنبي في شعره إلى العيون. وهي من أهم أعضاء جسم الإنسان، فتناول العين من ناحية تركيبها، ووظيفتها، ومحاسنها، وعيوبها، ولغتها، والمقصود بحركاتها، وإشارتها، إضافة إلى تطرقه إلى ماهية الرؤية، وإلى علاقة العين بالحالات النفسية عند الإنسان.. ومن هذا – وكما سيرى القارئ – جاز لنا أن نطلق على المتنبي – وبحق – شاعر العيون.يقول قلقيلة (1403هـ – 1983م) عندما تطرق لبيت المتنبي الذي يقول فيه: كأن شعاع عين الشمس فيه ففي أبصارنا عنه انكسار إذا كان لنا موقف نقفه من المتنبي، فهو موقف التقدير والإعجاب به لقوله بانكسار الأشعة أو لإرهاصه به. فإن لم يكن هذا ولا ذاك، فلمعرفته كيفية الرؤية ولاستعماله لفظ (انكسار) الذي صار مصطلحا علميا في المجال نفسه الذي استعمله فيه، وبالمعنى ذاته الذي أراده منه.يعرض الكتاب ما قاله المتنبي في بعض أبيات شعره عن العيون، مع الأخذ بعين الاعتبار ما نعرفه عن العين من الناحية العلمية، وما ورد عنها في بعض كتب التراث، إضافة إلى ما ذكره أبو البقاء العكبري في شرحه للبيت، في كتابه "التبيان في شرح الديوان". يقول أبو البقاء عبدالله بن الحسين العكبري (المولود سنة 538هـ والمتوفى سنة 616هـ) في مقدمة كتابه: يجمع الكتاب من أقاويل شراحه الأعلام، معتمدا على قول إمام القول المقدم فيه، الموضح لمعانيه، المقدم في علم البيان أبي الفتح عثمان (هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي المشهور، ولد قبل الثلاثين والثلثمئة للهجرة في الموصل، وتوفي سنة 392ه ببغداد).