السبت 28 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الافتتاحية

أبوخالد... وإِذا كانَتِ النُّفوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجسامُ

Time
الاثنين 29 مايو 2023
View
9
السياسة
اعتدنا أن نقولَ الحقَّ، بلا أيِّ مجاملة، بل حين نرى خطأً نُسلِّط الضوء عليه، ونقول الأشياء بمُسمَّياتها، وعندما يكون هناك مسؤولٌ مجتهدٌ، ويراعي الأمانة الموكولة إليه، ويعمل بضمير، نقول ذلك علناً، وهذا ما هو عليه الشيخ طلال الخالد، الذي يعمل بصمت، ويسعى إلى أداء الدور المنوط به من دون أي كلل أو تعب، ولا يُجامل في الحق.
منذ أن دخل الشأن العام تميَّز الرجلُ بعدم حرق المراحل، فتدرج حتى أصبح رئيساً تنفيذياً لشركة ناقلات النفط، وكان كما يعرفه من عملوا معه يسعى إلى إعطاء الحقوق لأصحابها، والاستعانة بالكفاءات الوطنية.
لهذا حين تسلَّم منصب محافظة العاصمة، لم يجعل من مكتبه ديوانية، يلتقي فيها الأصحاب والأحباب، بل كان مسؤولاً ميدانياً، يعمل من الشارع؛ لأنه أدرك منذ اليوم الأول، أن العاصمة يجب أن تكون صورة مصغرة عن الكويت، ويجب أن تخلو مما يُشوِّه جماليَّتها، لذا خلال نحو ثلاث سنوات استطاع تغييرها، كما جعل منصب المحافظ اسماً على مُسمّى.
لقد كانت هناك ملاحظاتٌ كثيرةٌ على الأمن الداخلي في البلاد؛ لأنَّ بعض الوزراء كانوا يعملون بعيداً عن الأمانة الموكلة إليهم، فمنهم من كَثُرت في عهده المُحاباة، و"الواسطات"، ومنهم من أراد جعل المنصب منصة للاستفادة وتكديس الثروة، أما الآخرون فكانوا يتركون الأمور إلى الوكلاء والضباط، ولهذا كثرت الفضائح، وفي شتى المجالات.
طلال الخالد، إلى اليوم، صاحب خامة مختلفة، فهو يضرب بسيف الحزم كلَّ مُروِّجي ومُهرِّبي المخدرات، وهذه تكفي كي تغطي على أي أمر آخر؛ لأن السموم التي تذهب بالعقول هي أم الجرائم.
في غضون ثلاث سنوات بدأ تنظيف البلاد من آفة المهربين الأشقياء، والناس جميعاً سواسية أمام هذه الآفة، لا كبير ولا صغير، ولا شيخ أو متنفذ، وها هي الثمار، رغم المواجهة الشرسة والمصاعب الكبيرة التي يواجهها الوزير ورجال المكافحة، وكل قطاعات "الداخلية" تظهر للعيان؛ لأنه يعمل بحزم.
قال المتنبي:
"إذا اِعتادَ الفَتى خَوْضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ"
ولهذا ففي مواجهة كبيرة من هذا النوع، يعتاد صاحب العزيمة خوض المنايا، وفي ذلك أقرب مثال للوزير المثابر المسؤول الشيخ طلال الخالد، الذي يرى أن أهون ما يمرُّ به الوحول في سبيل الحفاظ على الأمن الاجتماعي للبلاد، ورغم كل مشاغله، لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويتابعها، فلا يغفل عما ينشر من مظالم وشكاوى للناس، في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، ويعمل على معالجتها.
وإذا كان الأمر في الداخلية على هذا النحو، فهو وفي غضون فترة وجيزة أعاد لوزارة الدفاع هيبتها، وخلصها من سماسرة العمولات، في صفقات التسليح أو غيرها، وأعطى كل ذي حق حقه، بل أكثر من ذلك؛ فقد جعل من مؤسسات الوزارة مفخرة للجميع، كما أنه استعان بأصحاب الخبرة الذين يسعون إلى خدمة وطنهم بضمير حي، وحرص على أمن البلاد.
هذه السلطات الحساسة لا يُمكن أن يكون على رأسها فاسد؛ لأنها حينذاك تتحول غابة، وتكثر المنافع، أما أبوخالد فهو يضرب بيد من حديد؛ لأنه يتمتع بثقافة عالية، ويدرك معنى مهمته الحساسة، وهو النموذج الذي تحتاجه الكويت، في كل القطاعات؛ كي تزاح الغمة عنها، ويُعالج المسؤولون، ولهذا ينطبق على الشيخ طلال الخالد قول المتنبي:
"وَإِذا كانَتِ النُّفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ".
لأن الرجل يُدرك أيضاً معنى قول الشاعر:
"إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُّجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ".
ولهذا يستحقُّ أبوخالد الشُّكر؛ لأنه سطَّر سيرةً أتعبت الكثيرين من المسؤولين.

أحمد الجارالله
آخر الأخبار