منوعات
أبوعاشور : أصول مشتركة بين الخطين الديواني والرقعة
الأربعاء 12 ديسمبر 2018
5
السياسة
كتبت- إيناس عوض :ضمن فعاليات ملتقى الدكتورة سعاد الصباح للخط العربي – الفن الروحي، أقيم في مقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية أمسية ثقافية بعنوان " الأصول المشتركة بين الخط الديواني وخط الرقعة" قدمها الخطاط والفنان التشكيلي من المملكة الأردنية الهاشمية فيصل أبو عاشور، بحضور حشد من الخطاطين وعشاق الخط العربي والفنون وثيقة الصلة به.استهل أبوعاشور حديثه بسرد موجز لتاريخ الأشكال المختلفة من الخطوط العربية ،خصوصاً الديواني والرقعة، مشيراً الى أن الخط العربي كاد أن يفقد بريقه وقوته الجمالية والفنية ،عندما تحول العثمانيون من كتابة لغتهم بالحروف العربية إلى الحروف اللاتينية ،حيث كانت الأستانة ،استانبول ،أهم مراكز تطوير الخط العربي والعمل بقواعده الفنية وتحسين واستحداث وتطوير كثير من أنواع الخط العربي، على أيدي سلسلة طويلة من الخطاطين العثمانيين بالإضافة إلى الخطاطين العرب في بلاد الشام والعراق ومصر، ولكن عناية الله سبحانه وتعالى بحفظ لغة القرآن الكريم جعلت القطار يسير وبأقصى سرعة لتطوير الخط العربي ،حتى لدى الأتراك ،رغم حظر اللغة العربية والحرف العربي لديهم.ولفت الى أن الخط الديواني مستنسخ من الرقعة التي تعد من الأشكال الاساسية للخطوط العربية التي تقع في المرتبة الثانية من حيث انتشارها بعد خط النسخ، موضحاً ان الخط الديواني عرف بصفة رسمية لدى الاتراك بعد فتح السلطان محمد الفاتح العثماني القسطنطينية عام 857هـ ،حيث اعتمده كشكل مميز لكتابة المراسلات السلطانية وسمي "ديواني" نسبة الى ديوان السلطان محمد. وأول من وضع قواعده منهم إبراهيم منيف الذي عاش في حقبة السلطان محمد الفاتح، ثم انتهت الاجادة فيه إلى شهلا باشا، والحافظ عثمان، ومحمد عزت. ووضع قواعده في البلاد العربية الخطاط مصطفى غزلان، فجمله ووضع قواعده، والنسبة الفاضلة في الخط الديواني للخطاط مصطفى غزلان، وسمي لذلك الخط الغزلاني.وفيما يتعلق بعلاقة الخط العربي بالفن التشكيلي أشار أبو عاشور الى أن الساحة العربية والإسلامية تشهد تطوراً لافتا في التوجه نحو الحروفية العربية، أي استخدام الحروف والكلمات والجمل العربية كعناصر تشكيلية داخل اللوحات الفنية، حيث تعبر هذه اللوحات بوجهة نظر منتجيها عن الهوية العربية والإسلامية في الإنتاج الفني حيث تفردت الحروفية بهذا النمط المغاير للعناصر الطبيعية المعروفة لدى فناني العالم أجمع.وتلع أبو عاشور محدداً مميزات خط الرقعة التي يأتي في مقدمتها السهولة والسرعة في كتابة الأحرف العربيّة ،ولا يراعى أي تشكيل عند الكتابة ،فالأحرف تكون مطموسة ما عدا الفاء والقاف، وتكون الكتابة فوق السطر ولكن حرف الهاء في وسط الكلمة يكتب أسفل السطر، وكذلك أحرف الجيم والحاء والخاء والعين والغين والميم إذا كانت هذه الأحرف في أواخر الكلمة. لافتاً الى ظهوره في المشرق العربي الاسلامي، وسُمّي بالرّقعة لاستخدامه في كتابة الرقاع المستعملة في الأمور الإداريّة والتحريريّة والرسائل، وتطور نوع آخر منه وهو خط الرّقعة الحديث الذي تم تحديثه من خطي الثلث وخط النّسخ، وظهر استخدامه بشكل شائع في الدولة العثمانية، بينما بقي خط النّسخ مخصصا لكتابة القرآن الكريم. أما الديواني فهو مشتق ومستنسخ من الرقعة، وهو من الخطوط الجميلة والقديمة والعثمانية الأصل ،وقد وُجد هذا الخط عندما فضلت بعض الدول الإسلامية استخدام الخط (التوقيعي) خطاً رسمياً حتى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) من بين الأقلام الستة، وهي: الثلث، النسخ، المحقق، الريحاني، التوقيع، الرقاع، والتي وضع مقاييسها ابن مقلة، ومع مرور الزمن تعرضت تلك الخطوط إلى تحولات في بلاد فارس، واُستنبط منها نوع جديد عُرف باسم (التعليق القديم) في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي).وأشار أبو عاشور الى تمتع الخط الديواني بقدر أكبر من المرونة واليسر في تشكيل حروفه مقارنة بالرقعة المشتق منه، موضحاً امكانية تقويس وتدوير الحروف بالخط الديواني وخلق تراكيب وتقاطعات في تجميعها بنسب متفاوته تختلف بحسب الأسلوب المعتمد في الخط الديواني نفسه ، محدداً ثلاثة أساليب معتمدة في الخط بصورة واضحة وهي العثماني والمصري والعراقي البغدادي.