الاثنين 07 يوليو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

"أبوهادي" الحكيم... مدرسة في الإرادة

Time
الأربعاء 18 مايو 2022
View
5
السياسة
نودع اليوم الصديق المعلم، شوكت الحكيم، الذي كان يتعامل مع الجميع حوله بكثير من الدماثة والخلق، يشاركهم افراحهم واتراحهم.
لم يكن هذا الرجل مجرد مدير تحرير، بل هو معلم اصيل في مهنة المتاعب التي اخذت من عمره 53 عاما، متنقلا بين بيروت وباريس ولندن ودبي واخيرا الكويت، لدرجة اننا كنا في "السياسة" نعتقد ان الصحيفة حياته، لا تفارقه متابعة ادق التفاصيل ابدا، يسدي النصحية في كثير الاحيان بطرفة، حتى في التأنيب كان طريفا وناصحا صادقا.
شوكت الحكيم اسم عرفناه في الصحافة العربية منذ زمن طويل، خاض الكثير من المعارك الثقافية، بقلم حاد، ورؤية بعيدة المدى، مدافعا عن موقفه بصلابة اذا كان على حق، ومعترفا بالخطأ بشجاعة حين يكون على خطأ.
لم يتنازل يوما عن اصول المهنة، لذلك طوال 14 عاما من مزاملتي له في "السياسة" كنت يوميا اتعلم منه، كما كل الزملاء.
في حديث معه بعد اكتشاف اصابته بالمرض، حاولت رفع معنوياته، لكنني وجدت فيه ذلك الرجل الصلب الذي يأخذ الامر على محمل الطرافة وهو الذي يوزع المعنويات على من حوله، اذ قال: "لست خائفا من المرض، فانا قد شبعت من الحياة، وعليك ان تدرك كيف تستطيع ان تكون قويا في مواجهة هذا المرض" ليعطي الجميع درسا في الإرادة.
14 عاما من مزاملة هذه القامة الكبيرة لا يمكن ان تطوى بغياب الجسد، فروحه ترفرف كطائر نورس في اروقة "السياسة" التي ستبقى تذكرنا به، وسنبقى نفتقد ابا هادي الحكيم شوكت.

حسن احمد عبدالله
آخر الأخبار