"أبي لم يمت" فيلم مغربي يتميز في مهرجان "مراكش"

تميز الفيلم المغربي "أبي لم يمت"، سيناريو وإخراج عادل الفاضلي، في مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، بحضور كل فريق العمل، الذي يضم وجوهاً بارزة من الممثلين منهم الطفل آدم الرغال، نادية كوندا، فاطمة عاطف، عبدالنبي بنيوي، محمد خيي وغيرهم.
والفيلم سبق أن توج بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، بعدما أنجزه المخرج في سبع سنوات؛ بسبب تعثرات مالية، وقد عرض الفيلم ضمن "بانوراما الأفلام المغربية" خارج المسابقة الرسمية.
ترصد أحداث حكاية "ماليك" طفل يتيم الأم، عاش سنوات صعبة من تاريخ المغرب رفقة الفضاء الذي عمل فيه المخرج، وهو فضاء سيرك شعبي يقدم نماذج متباينة من الشخصيات التي تتعايش داخل السيرك بنمط حياة صعب بحثاً عن لقمة العيش وعن الحب والأمان.
شهد الفيلم تميز جميع الممثلين في أدوارهم، وسط معاناة الطفل من الغياب الأبوي ومحاولته البحث عن أبيه، لكنه ينصهر وسط الجماعة التي يمثلها أهل السيرك، ليتعرف على حكاية وحالة كل فرد في السيرك، خصوصا الأب الذي يستغل ابنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ليكون وسيلته لتدبير قوته اليومي.
أراد المخرج الفاضلي، تصوير الحياة على أنها سيرك كبير، بمعالجة إنسانية مؤثرة صاخبة باللون والموسيقى ومشاعر الود في إيقاع درامي سريع لم يشعر الجمهور بالرتابة أو الملل.
وتمكن المخرج المغربي، من نسج حكاية قائمة عن مرحلة تاريخية قاسية بكثير من الألوان والأصوات المتنوعة، فغلب الإبداع على الأسى والتسامح على الحقد الاجتماعي، كما سعى المخرج لتكريم والده، الذي شارك في الفيلم ولم يمهله القدر أن يشاهده، إذ رحل إلى دار البقاء متأثراً بفيروس "كورونا"، ويشير عنوان الفيلم إلى علاقة المخرج الفاضلي بوالده الممثل الكوميدي المعروف، وقد ينطبق العنوان على حياة المخرج الابن لأنه استمرار للإبداع الفني الذي دشنه والده الراحل.