السبت 05 يوليو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

أثر الفتوى في إدارة الدولة

Time
الأربعاء 26 يناير 2022
View
5
السياسة
محمد الفوزان

سليمان القانوني بن سليم خان عاشر السلاطين العثمانيين، وخليفة المسلمين الثمانون، وثاني من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان.
بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت، وهو صاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520م حتى وفاته في 7 سبتمبر سنة 1566.
في يوم من الأيام أخبر العاملون بالقصر السلطان سليمان القانوني بوجود نمل استولى على عدد من جذوع الأشجار، وكانت تلك الأشجار في قصر "طول قابي"، وبعد استشارة المتخصصين أشار المزارعون بضرورة دهن الأشجار التي هاجمها النمل بطبقة من الجير.
هنا ذهب السلطان الى المفتي العام للسلطنة ليأخذ منه فتوى قبل فعل هذا، لكنه لم يجد المفتي، وترك له رسالة كتب بها: "هل قتل النمل ضار"؟ بمعنى: "هل قتل النمل حرام"؟
ولما عاد المفتي قرأ الرسالة وبعث الى السلطان قائلا: "هناك أمور أهم من النمل والأشجار".
كانت هذه القصة رغم بساطتها واحدة من الأمور التي تبين أن السلطان سليمان كان لا يقدم على اتخاذ قرار أو تنفيذه قبل استشارة الفقهاء والعلماء، والمفتي العام للسلطنة.
ولما مات السلطان سليمان، وجدوا في قبره صندوقا مملوء بفتاوى المفتي العام للسلطنة، وقد وصى بوضعها معه في قبره لكي يدافع بها عن نفسه يوم القيامة، حتى دهش العلماء من صنيعه، وقد لقب بالقانوني لأنه كان يطبق القانون في كل شيء ويحترم فتاوى العلماء والقضاء، مصداقاً وتطبيقاً لقوله تعالى: " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"(النحل: 43).
إن احترام القانون والفتاوى من علماء ثقات معتبرين عند الأمة هو سلوك حضاري، وثقافة تنشدها كل المجتمعات الإسلامية، فأمة الإسلام تنتصر بهيبة دينها وثقافتها وقيمها الجميلة، فإذا أهملت دينها رجعت، فلا هيبة دين ولا قوه دنيا!
رضي الله عن عمر بن الخطاب القائل: "لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فمن طلب العزة بغيره أذله الله".

إمام وخطيب
[email protected]
آخر الأخبار