أجنحة المكر الثلاثة في وزارة الصحة

محمد يوسف المليفي

ثمة هجوم مريب، وممنهج على وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، يجعل المتابع لهذه الهجمة المشبوهة مرتابا منها!
وبعد ان تواصلت مع اهل الاختصاص تبين لي أن المستنفعين من الفساد السابق في وزارة الصحة هم مسعرو هذه الهجمة!
وهذه الاصوات المناهضة لقرارات الوزير الاصلاحية دافعها اما مصلحة، او جهل مطبق بالحقائق!
واذا عرضنا هذه القرارات، ومدى موافقتها للقوانين المنظمة للعمل، ومراعاتها المصلحة العامة، فسنكتشف انها تصب في خانة الاصلاح الاداري، ومحاربة الفساد، ووقف التنفيع وتجفيف منابعه!
من هذه القرارات، على سبيل المثال، اعادة معظم الملاحق الصحية، والادارية، والمالية في الخارج تفعيلا لمواد وبنود الاجراءات الصحيحة التي تم ايقافها من اجل التنفيع!
وقد جاء الامر الـوزاري بعـد مراجعـة الوزيـر لقرارات تعيينهم التي تجـاوز اغلبـها 10 سنـوات، مـما يعـد مخالفة صريحة لقانون السلك الديبلوماسي، علما انه اخطر المعنيين بالخارج لترتيب امورهم قبل ثمانية اشهر من صدور القرار، وليس مفاجئا كما يزعم بعض المستنفعين من صنبور الهدر من المال العام!
نضيف لمعلوماتكم تطورا لافتا ومهما: فان هذه المرة الاولى في تاريخ وزارة الصحة، وخلافا لسياسة من سبقوه، فقد اوقف الوزير طريقة التعيين المباشر من دون المفاضلة بين المتقدمين، وشكل لجنة خاصة لمقابلة المرشحين لهذه الشواغر، اعتمادا لمبدأ الشفافية والكفاءة، لتحقيق المصلحة العامة من دون الخضوع لمعايير "التنفيع"، او الرضوخ لطلبات بعض النواب اللاهثين خلف مصالحهم الانتخابية!
انا واحد من المتتبعين لقرارات الوزير، حيث ان النهوض بالمنظومة الصحية في البلاد هو احد اركان المقومات الرئيسية للصدارة بين جميع الدول، فأي فائدة مرجوة في بلد ما والامن الصحي ضعيف او متهالك؟
وفي اجتماعنا شبه الاسبوعي مع مجموعة من الاعلاميين الاصلاحيين، والكفاءات الشبابية بالبلد، كان حوارنا الاخير عما يبذله هذا الوزير لاصلاح وزارة الصحة، وتحصلت لدينا معلومات عن جهوده الكبيرة لاغلاق "مغارة علي بابا"، وتسكيره صنبور التنفيع من هذه الوزارة.
وطبعا لا يخفاكم ان من يضع يده النظيفة في "عش الدبابير" سيناله فورا لسعها، فالدبابير متخصصة في لسع كل من يرد اجتثاث اعشاشها من جذورها!
باختصار شديد: التنفيع+ الهدر+ التكسب هي اجنحة المكر الثلاثة في وزارة الصحة، وندعو الله ان يوفق هذا الوزير الاصلاحي لاجتثاثها.

كاتب كويتي