افتتحت الدورة 72 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وسط أجواء هادئة وقيود حازمة لمواجهة جائحة "كورونا"، التي قلصت خطط الاحتفال بشكل كبير، وتسببت في خفض عدد الحضور، فاقتصر على نحو 800 شخص فقط، وهو أقل من نصف استيعاب مكان إقامة الافتتاح، ورغم هذه القيود إلا أن القدرة على إقامة الحدث في موعده يمنح صناعة السينما أملا كبيرا. فرضت إدارة "برلين السينمائي" على الحضور ارتداء القناع الطبي ما منع الصحافة من التأكد من شخصيات الضيوف البارزين الذين حضروا حفل الافتتاح، بمن فيهم عدد من السينمائيين المحليين وبعض صناع السينما الدوليين، وفق موقع "فاريتي". كما أخرت الإجراءات الاحترازية بدء حفل الافتتاح في موعده مع الطوابير الطويلة لدخول الحفل والحرص على فحص بطاقات التطعيم ونتائج اختبارات فيروس "كورونا" السلبية، لكن الأجواء كانت متفائلة رغم النقص الملحوظ في نجوم السينما الأميركية والعالمية على البساط الأحمر. وأكدت وزيرة الثقافة والإعلام الألمانية كلاوديا روت، في كلمتها على المعنى الإيجابي لإقامة مهرجان برلين، رغم كل القيود والإجراءات المفروضة، معبرة عن سعادتها لإقامته في موعده. كما رحبت كلاوديا، بطاقم الأطباء والتمريض الحاضرين لحفل الافتتاح مشيدة بهم كممثلين عن الأطقم الطبية التي بذلت جهدا كبيرا منذ بداية الجائحة للحفاظ على الحياة ومنحهم الحضور. تبع حفل الافتتاح العرض العالمي الأول لفيلم Peter von Kant الناطق بالفرنسية، من بطولة إيزابيل أدجاني، دينيس مينوشيت، هنا شيغولا، تأليف وإخراج فرانسوا أوزون. لكن الفيلم واجه أزمة تقنية تسببت في وقف عرضه لمدة 30 دقيقة واستياء بين صناعه. وأثناء عرض فيلم الافتتاح اختفت الصورة فجأة وظل الجمهور في الظلام لمدة 10 دقائق تقريبا قبل إعادة تشغيله مرة أخرى من مشهد مختلف عما توقف عنده، وسببت المشكلة التقنية حالة من التشوش وغادر عدد كبير من الحضور، خصوصا أن أحدا من المسؤولين لم يقدم اعتذاراً أو مبرراً لما حدث. وتأخرت معالجة الموقف دقائق أخرى حتى تمت إعادة تشغيل الفيلم من نقطة توقفه الأصلية حتى نهايته وفق موقع "سكرين ديلي". بعد انتهاء عرض الفيلم اعتذرت إحدى مقدمات الافتتاح للجمهور وفريق الفيلم والممثلين المتواجدين، بسبب المشكلة التقنية.وعلى مدار الأيام المقبلة سيعرض مهرجان برلين السينمائي الدولي، 18 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية وتناقش جميعها مجموعة من القضايا الخطيرة والمهمة، ويقود لجنة التحكيم الممثل والمخرج الهندي إم نايت شيامالان، وتضم لجنة التحكيم المخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي الذي ترشح فيلمه Drive My Car، في الأيام القليلة الماضية لنيل أربع جوائز أوسكار. وسيتم الانتهاء من عرض الأفلام المتنافسة على جوائز الدب الذهبي والفضي في 16 فبراير الجاري بعد تقليص أيام المهرجان، يعقبها حفل الختام وتوزيع الجوائز على الفائزين، أما بقية الأفلام المشاركة في المهرجان خارج المسابقة الرسمية فتقرر عرضها للجمهور حتى 20 فبراير الجاري.

مارييت ريزينبيك