الأحد 10 أغسطس 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

" أحاسيس" تماهى مع قضايا المرأة بسريالية تشكيل إبداعية

Time
السبت 19 أكتوبر 2019
السياسة
حوار- جمال بخيت:

شارك الفنان التشكيلي المصري عماد عبدالوهاب في معرض "أحاسيس" الذي أقيم مؤخرا في قاعة "ذي هب" ويطرح في لوحاته موضوعات شديدة الجرأة عن عالم المرأة ، كما يضعنا أمام تجربة تحمل رسالة فنية إنسانية.. تمثل امتداد لتجربته الفنية التي تُعبر عن الواقع في صياغات قريبة من الطرح الفانتازي أو المُخيلة الإبداعية السريالية وتحمل لوحاته الكثير من الموضوعات المرتبطة بالمرأة وقضاياها شديدة الخصوصية.
يسعي الفنان دائما الي عنصر الجرأة في تعبيراته التي تسكن تفاصيل اعماله وتصبح لوحاته الكبيرة بمثابة صورة حية تشرح دهشة العالم الاسقاطي والمكنون داخل جدران اللوحة، مستخدما في ذلك لغة سريالية، تعبيرية، قوية، استهدفت جذب المُتلقي بصرياً وحوار فني يطرح الكثير من توجهات ورؤى الفنان. وتعيش في خياله دائما أطروحات الشك ويبحث الفنان بروحه وريشته الحائرة داخل ثنايا الواقع بغية الوصول الى هدف ما يحاول من خلاله ان يضع المتلقي في حالة من التأمل الروحي،لان المتلقي لطالما يقف حائرا بين جنون المشاعر وحالة التناقض المقصود في اللوحات والاعمال التي يعكف علي رسمها ضمن تصورات يعانقها الخيال والواقع والحلم للوصول الي مقولة المستحيل في عالم التشكيل.
ورغم ولعه بعالم المرأة فالعادات والتقاليد أخذت حيزا من معارضه السابقة وعن ذلك قال عبد الوهاب في تصريح صحافي على هامش المعرض: "معرضي "زعفران "راهنت علي الإمكانات البصرية لهذه المفردة النباتية الصعبة "الزعفران"، لقد أصبحت أوراق الزعفران نفسها مفردات زخرفية، توشي مناديل الرأس التي ترتديها بطلات لوحاتي، لتقابلها معادلاتها من الوريدات المطبوعة على نسيج الجلاليب، متسللة منه إلى مختلف زوايا فضاء اللوحة وأجزائها.
ويضيف "نجد أن بعض الأفراد الذين يصيبهم مرض، أو لا يستطيعون مواجهة مشاكل الحياة، يقُال لهم بأنهم ممسوسون أو مصابون بعمل ما، وفقًا للعادات والتقاليد في بعض الأماكن في مصر، وينصحهم البعض بالذهاب للمشايخ أو المعالجة بالقرآن.
ويتابع يقوم الشيخ بإعطاء الفرد أو السيدة المريضة زيوتًا وماءً مقروءاً عليها بعض من قرآن، ومعه زعفران؛ حتى تستحم بها لتخلص من الجن والمس،مبينا أن الشيوخ يستخدمون نبتة الزعفران في هذه القضيةوهو ما أبرزته مجموعة من اللوحات. وأوضح أنه قدم في العام الماضي خلال معرض "فنجان ورد" فلسفة خاصة جدا حول اندماج المجتمعات المحلية مع المجتمع العالمي،مضيفا "المعرض يعبر عن ازدواجية الأفكار المعرفية التي لايكون لها مصداقية في الواقع والتي أصبح فيها الحكم غير نهائي حيث يمثل مجموع المشاعر والأحاسيس والاضرابات والفوضى الذاتية ومنظومة القيم الهشة.
وأشار إلى أن معظم افكارنا في الثقافة العربية ما زالت محل نظر، فاهتراء الثقافة وضعفها تدل بضعفها على التفكير العام، وتسبب في فوضى واضطراب وتشكل قيم جديدة مغايرة ليس لها علاقة بالمنظومة العالمية الجديدة، ولا بمنظومة القيم الموروثة، فتلك القيم ماهي الا قواعد تضعها المجتمعات في الظاهر ثم تنتهكها في السر، فتعيش حالة من الازدواجية المغلفة بثوب الوهم، الذي يحمل رداء التدين والأخلاق والقيم والأعراف الأصيلة، لتكشف كم التناقض الحاصل في داخلها. وحول "فن البروتريه أو الصورة الشخصية" أكد أنه يعد شكلا من أشكال التعبير عن الانسان عموماً، يمتد بالروح والصورة والشكل والمعنى، مبينا أنه ليس مجرد اطار للشخصية، ولكن انعكاساً لتلك الانفعالات الداخلية التي تسكن بداخل صاحب الصورة، و"قد تفاوتت الصور الشخصية بين الفنية والدينية والاجتماعية فكانت هناك صورة الفراعنة على الجداريات، وأيضاً وجوه الفيوم التي تمثل ضرورة دينية".
وذكر أن إعمال الصورة الشخصية أو البورتريه في نسق واطار جديد يخرج على الاشكال المعتادة والمكررة والمحفوظة، لافتا إلى أن الباحث ينتقل بها الى آفاق تعبيرية تمتزج بلمسة بدائية، مع الاختزال الشديد، والتلخيص والتبسيط وهي مفعمة بروح وجوه الفيوم بتلك العيون الشاخصة هذا مع الاداء العصري الذي ليلتقي مع فن البوب من خلال الدندشات والنقوش على الشعر والقناع على العين، واختزال عين وبقاء الاخرى، مع تلك الالوان التي تتالق في لمسات من الرمادي والوردي والاخضر.
ويبقي القول ان ريشة عماد عبد الوهاب تجيد فنون الحداثة من رسوم البورتريه الي عالم الكلاسيكية وفنون السيريالية فضلا عن براعته في تدوين وتوثيق العديد من الاتجاهات الحديثة مع اجادته الي عنصر الرمزية الذي دائما مايكون في محتويات لوحاته،وهو فنان يتمتع ببراعة في تراكيب الالوان والجرأة التي اكتسيها من دراسته في الغرب فهو خريج المدرسة الايطالية .

التشكيلي عبدالوهاب في سطور
تخرج في كلية الفنون الجميلة 1998، ودرس الفن بأكاديمية الفنون الجميلة بروما – إيطاليا 2002-2004، حصل على درجة دبلوم الترميم من المعهد الدولى للترميم بروما إيطاليا 2004، كما حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان 2014، وهو أول فنان مصري يشارك في ترميم أعمال التصوير بمتاحف الفاتيكان بإيطاليا 2003، وله عدد من المعارض الشخصية وكثير من المشاركات بالمعارض القومية والجماعية.
مثّل مصر في الكثير من المعارض الدولية حصل خلالها على جوائز في فن التصوير أهمها جائزة التصوير بصالون الأعمال الفنية الصغيرة الخامس 2002، وجائزة الدولة للإبداع الفني "جائزة روما الكبرى" 2004، الجائزة الأولى "الهرم الذهبى" بصالون الشباب الـ 16 لعام 2004، الجائزة الكبرى ببينالى الإسكندرية في دورتة الـ23 لعام 2005، جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون لفن البورتريه 2007.


عماد عبد الوهاب


من معرضه فنجان ورد

آخر الأخبار