السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

"أحد الوحدة" يستنهض الثوار ويوجه رسائل حازمة للعهد: الانتفاضة مستعدة لكل الاحتمالات وما زالت جذوتها مشتعلة

Time
الأحد 03 نوفمبر 2019
View
5
السياسة
الراعي: الشباب لا يقبل بأنصاف الحلول ولا يصدق الوعود...
يريد حكومة حيادية مصغرة

جنبلاط مُعلقاً على عون وباسيل: عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى 30 عاماً

بري: التكليف للحريري والتأليف لحكومة أصغر من الحالية ومتمسك بتمثيل الحراك وسياسيين وتقنيين



بيروت ـ"السياسة":

استعادت الساحات اللبنانية، أمس، مشهدها الثوري الذي رسم معالم البلد منذ السابع عشر من الشهر الماضي، ولكن هذه المرة في مواجهتين متقابلتين، بين الداعين لإسقاط العهد وبين الداعمين له من أنصار التيار الوطني الحر والحلفاء الذين أحتشدوا ببضعة الآف على طريق قصر بعبدا، دفاعاً عن رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي بقيت ساحات الثورة على موقفها منه، مطالباً إياه بالاستقالة والرحيل، فيما توجه الرئيس عون الى مناصري "الوطني الحر" الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية للتضامن معه ودعمه على طريق القصر الجمهوري، بالقول في كلمة مقتضبة بثت مباشرة من غرفة الصحافة في قصر بعبدا:" أتيتم اليوم لتجددوا العهد اهلا بكم وأنا ايضا على العهد والوعد".
وشدد على أن "الساحات كثيرة، ولكن يجب ألا تكون ساحة بمقابل ساحة أو تظاهرة نقيضة لأخرى"، مشيراً الى أن "الشعب فقد ثقته بدولته، ويجب العمل على ترميم هذه الثقة". وأشار الى "اننا رسمنا خارطة طريق من ثلاث نقاط: الفساد، الاقتصاد والدولة المدنية، وهذه الأمور ليس بالسهل تنفيذها، لذلك نحن بحاجة لجهود الجميع"..
واستباقاً للاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها الرئيس عون، والتي يرجح أن تبدأ، اليوم، أو غداً، على أبعد تقدير، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على وجوب "العجلة" في التكليف ومن ثم بالتأليف لمعالجة الأزمات الاقتصادية وتلبية المطالب الشعبية المحقة.
وقال في حوار مع "مستقبل ويب" أن موقفه معروف بالنسبة للتكليف "وقد أبلغته للمعنيين" ، مؤكدا أنه مع إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري.
أما بالنسبة الى التأليف فأكد أنه مع حكومة مصغرة أو أصغر من الحكومة الحالية و" أنا متمسك بتمثيل الحراك ، لكن في هذه الحال يصبح الموضوع سياسياً ويمكن توزير سياسيين وتقنيين."
وفي "أحد الوحدة"، أمس، الذي دعا إليه الحراك الشعبي، امتلأت الساحات بمئات الآلاف من اللبنانيين، كأنها في اليوم الأول من الانتفاضة، من ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت، إلى طرابلس وصيدا وصور والنبطية ومرجعيون وحاصبيا والمتن والجبل والشوف وجبيل، حيث هدرت جموع المتظاهرين بأعلى أصواتها، مطالبة بحكومة اختصاصيين قادرة على تلبية مطالب الناس، ومحاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة، ومحذرة من تأخير الاستشارات الملزمة، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذها الجيش لحماية المتظاهرين .
ووجه الثوار رسائل حازمة للعهد، بأن الانتفاضة مستعدة لكل الاحتمالات ولا زالت جذوتها مشتعلة، وبالتالي لن يخرج المعتصمون من الساحات حتى يحققوا كل أهدافهم التي نزلوا من أجلها في مواجهة عصابات الفساد والإفساد، ومافيات المال والسلطة. ونظم "حراك كفررمان"، مسيرة احتجاجية على الأوضاع الاقتصادية، انطلقت من خيمة "الحراك" على اوتوستراد كفررمان تقدمها قياديون في "الحزب الشيوعي اللبناني" وفاعليات شعبية ونسائية، رافعين العلم اللبناني.
ووصلت المسيرة الى محيط السرايا الحكومية وانضم اليها "حراك النبطية"، وتوجها بمسيرة واحدة نحو مصرف لبنان، وسط الأغاني الحماسية ومواكبة الجيش وقوى الامن الداخلي.
وألقى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي يوسف سلامي، كلمة شدد فيها على أن "الانتفاضة مستمرة، والنبطية جزء لا يتجزأ من هذا الوطن".
ورأى عضو اللجنة المركزية للحزب جمال بدران أن "مصرف لبنان يمثل سلطة الفساد، ونحن مستمرون في اعتصاماتنا وتحركاتنا، وضغط الشارع هو الذي سيؤدي الى تشكيل حكومة".
وأشارت الأمينة العامة لحزب سبعة غادة عيد، الى "اننا في ظرف خطير جدًّا ويجب أن تحصل بعض التنازلات وليس هناك وقت للحديث عن تشكيل حكومة، فالسلطة لم تخسر فقط ثقة اللبنانيين إنما فقدت أيضًا ثقة المجتمع الدولي".
واعتبرت ان "الثورة طبيعية لأداء السلطة المتمادي، وليس هناك مساعدات من قبل أي سفارة والمطالبة الأساسية هي بإستعادة الأموال المنهوبة وبحكومة تكنوقراط من إختصاصيين غير تابعين للسياسيين".
واعلنت اننا "بصدد تسمية إسم لرئاسة الحكومة ولسنا مع عودة الحريري، إنما مع شعار "كلن يعني كلن" والأصح الا يتمثل النواب في الوزارة". من جانبه، دعا البطريرك بشارة الراعي الى ايجاد السبيل الافضل لتشكيل الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن، حكومة حيادية توحي بالثقة لشعبنا وقادرة على القيام بالاصلاح المنشود، والنهوض الاقتصادي والمالي، لخير جميع اللبنانيين.
وشدد البطريرك في عظة الأحد، على ان الشباب اللبناني الذي قام بالحراك الحضاري لا يقبل بأنصاف الحلول ولا يصدق بعد الان الوعود، وقد قال بالفم الملآن المعتصمون في جميع المناطق اللبنانية ان لا ثقة لهم بالسياسيين.
وقال : "الشعب يطالب بحكومة حيادية مصغرة من شخصيات لبنانية معروفة بقيمها الاخلاقية وانجازاتها الكبيرة، وبتحررها من الروح المذهبية والانتماء الحزبي والسياسي. فتباشر للحال في تنفيذ الورقة الاصلاحية."
كما توجّه البطريرك الى الشباب والكبار الذين اعتصموا كمواطنين موحدين تحت راية الوطن ومتجاوزين كل انتماء طائفي ومذهبي وحزبيّ بالقول "لا تخسروا هذا المكسب الكبير... أرفضوا كل اصطفاف ينال من وحدتكم، وتصرفوا بحكمة وفطنة تجاه كل من يستدرجكم للعودة الى الانقسامات الفئوية". وكان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، شدد في كلمة له من قصر بعبدا أمام مناصريه تياره، على أن " الجميع يجب أن يكون تحت المحاسبة والمسائلة ونحن اولهم لكن لسنا كلّنا فاسدين وزعران، الفاسد هو من يبني قصوره من اموال الناس والزعران هم من قطعوا الطرقات وطلبوا خوّات".
وأشار الى أن "عوضاً عن قطع الطرقات على الناس لنقطع الطريق على النائب الذي يرفض اقرار قوانين رفع السرية المصرفية واسترداد الاموال المنهوبة".
واعتبر باسيل، أن "الوقت اليوم والاولوية لتأخير الانهيار المالي وليس لتسريعه ودعونا نطالب بالمحاسبة لتنظيف سياستنا وتحقيق مطالبنا بدولة مدنية من دون قلب النظام". وشدد على أن "المناصب لا تهم أمام الكرامة وكرامتنا هي "آدميتنا" ولا نقبل بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل "الأوادم" وفشلنا باجراء الاصلاح بالتراضي لأنه بين الفاسدين شبكة مصالح أقوى منا".
واضاف: "انتقلنا من "كلن" الى "وحدن" لان الهدف الاساس هو اسقاط العهد، ولكن لا احد يمكن ان يلغينا لاننا شعب ولسنا فقط تياراً".
في أول تعليق على كلام الرئيس عون والنائب باسيل ، شدد رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكيي" وليد جنبلاط ، عبر "تويتر" على "أننا عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عام مضت". وكتب أمين سر "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي ابو الحسن عبر "تويتر": "بعد الصراخ الذي سمعناه والتعبئة التي شهدناها، لم تحققوا شيء بل أعدتمونا الى مشهد الإنقسام الحاد المدمّر، سمعنا ورأينا! وزدتم الوضع تأزماً،عجباً!! المطلوب ان نسمع بيان الدعوة للإستشارات ونرى حكومة خالية من رموز الفساد والإستبداد، لا للتأليف قبل التكليف، إحترموا الأصول!".



آخر الأخبار