أحداث الجبل تجبر الحريري على تأجيل جلسة الحكومة

بيروت ـ "السياسة":


دفعت تطورات أحداث الجبل التي لا تزال ترخي بثقلها على الأوضاع الداخلية، رئيس الحكومة سعد الحريري إلى إرجاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة أمس، وتوجه خلال كلمة له الى "أهالي ضحايا أحداث الجبل بالتعازي وبالشفاء العاجل للجرحى".
وقال: "اكتمل نصاب الحكومة اليوم (أمس)، ولكن قررنا أن نأخذ نفس، فهناك مشكلة في البلد ونحتاج إلى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، ولذلك قررت تأجيل الجلسة".
وقال إن "لبنان القوي لم يرد تعطيل الجلسة فالوزراء حضروا، لكن أنا ارتأيت تأجيل الجلسة، وما حدا يلعب معي هذه اللعبة"، مضيفاً "كلنا يعلم أن هناك مشكلة والأهم أن نجد لها حلاً، ومن يضع علي فيتو أضع عليه فيتوين"، مؤكداً أن "الحكومة والوفاق بألف خير وبين اليوم وغداً نحدد موعد الجلسة".
ورداً على سؤال بشأن إحالة ملف قبرشمون إلى المجلس العدلي، أكد "تهمنا النتيجة وأن يذهب من ارتكب الجريمة إلى القضاء الذي سيكون حاسماً".
وشدد على أن "الأمن خط أحمر والقضاء سيأخذ كل الخطوات لمحاسبة كل من أرتكب الجريمة".
وأكدت مصادر وزارية لـ"السياسة" أن "تأجيل الجلسة كان لإعطاء المزيد من الوقت للتهدئة، لأن الحريري يريد خفض منسوب التوتر، ويعمل على هذا الأساس، انطلاقاً من حرصه على حماية الوفاق الداخلي، وعدم أخذ الأمور إلى التصعيد".
على صعيد آخر، أوقفت مديرية المخابرات كلاًّ من (ف.ع) و(خ.غ) للاشتباه بمشاركتهما في حادثة إطلاق النار في قبرشمون، وضبطت بحوزتهما أسلحة وذخيرة حربية، في حين يرفض ذوو القتيلين من مرافقي صالح الغريب دفنهما، قبل تسليم قتلتهما إلى الأجهزة الأمنية.
وفيما ينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري عودة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" من زيارته الكويت، لاجتماع به، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنه "سيكون لي دور في تهدئة أحداث الجبل"، مؤكداً ان "الامور تتجه نحو التهدئة في الساعات المقبلة".
وأشار إلى أنه تواصل مع وزير الخارجية جبران باسيل ومع جنبلاط الذي غرد قائلاً، إنه "بعيدا عن الهجمات والشتائم والتحريض فإن الحزب الاشتراكي ليس فوق القانون، بل هو الذي طالب من اللحظة الاولى بالتحقيق".
ورداً على الدعوى التي أقامها "التقدمي" ضده، اعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب أن "محاولة اغتيالنا جرت بالجسد، وحالياً يقومون باغتيالنا معنوياً ونفسياً".
في المقابل، لفت المفوض العام في الحزب الاشتراكي ظافر ناصر إلى أن "هناك حرب لاستهداف زعامة وليد جنبلاط وهناك قرار باغتيال سياسي لهذا الموقع".