الدولية
أحداث عنف ومقابر جماعية... غموض "كوفيد 19" يشعل إيران
السبت 29 فبراير 2020
5
السياسة
فحص عشرات الآلاف وحرق مستشفى في بندر عباس بعد أنباء عن وجود مصابين فيهطهران، عواصم - وكالات: اتخذت الأوضاع في إيران منحى خطيرا، بعد تفشي فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19"، حيث تواصلت حالة انعدام الثقة بين المواطنين والنظام وحتى بين أعضاء البرلمان، الذين اتهموا الحكومة بالتستر على الأرقام الحقيقية، خاصة مع ورود تقارير عن أعمال عنف وحفر مقابر جماعية لدفن الضحايا.ودعا النائب عن مدينة رشت شمال إيران، غلام علي إيمانبادي، السلطات إلى الكشف عن الأرقام الحقيقية، وقال "يمكنك إخفاء الأرقام، لكن لا يمكنك إخفاء المقابر الجماعية"، مؤكدا أن "المسؤولين يخفون الإحصاءات عن الناس"، مضيفًا أن ما تم إعلانه رسميا غير دقيق.وجاءت تصريحات النائب في البرلمان الإيراني، بعيد زيارته مقبرتين في مدينتي طهران ورشت.في غضون ذلك، أفادت إذاعة "بي بي سي فارسي" التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، أن نحو 210 أشخاص قضوا في إيران بسبب الفيروس، معظمهم في طهران وقم، وهي أرقام نفتها الجهات الرسمية، حيث زعمت السلطات أن عدد الوفيات 43 والمصابين 593، بينهم أربعة نواب برلمانيين، في بلد يعد واحدا من أكثر البلدان تأثرا بانتشار الفيروس.كما أعلن وزير الصحة الإيراني إغلاق المدارس كافة حتى الثلاثاء المقبل، بسبب المخاوف من انتشاره.أما المعارضة الإيرانية فأفادت في بيان لها، إن عدد الضحايا يبلغ نحو 300 فضلا عن إصابة الآلاف، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مقاطع فيديو، تظهر عمليات دفن موتى في مقابر جماعية، يقال إنها في مدينة لانجرود شمال إيران.وأعرب سكان المنطقة عن قلقهم إزاء المسافة القصيرة بين قبور ضحايا فيروس "كورونا" والمنازل السكنية.وفي لقطات أخرى، يظهر إيرانيون وهم يحرقون مستشفى في مدينة بندر عباس جنوب إيران، بعد تداول أنباء عن وجود مصابين بفيروس "كورونا" داخل المستشفى، في خطوة تظهر انعدام الثقة والتوتر المنفلت بسبب عدم الثقة في البيانات والأرقام الحكومية.من جانبه، أعلن البرلمان الإيراني تعطيل أعماله حتى إشعار آخر، وقال المتحدث باسم رئاسة البرلمان أسد الله عباسي، إنه نظرا لانتشار كورونا في البرلمان، تم تعليق أعماله حتى إشعار آخر.وكان النائب عن طهران محمد علي وكيلي، قد أكد إصابة أربعة نواب بعد إجراء فحوصات على 30 نائبا، بينما اتهم النائب غلام علي جعفر زاده أيمن آبادي، المسؤولين الإيرانيين بإخفاء المعلومات عن الشعب حول العدد الحقيقي والمرتفع لعدد الإصابات والوفيات، موضحا أن المقابر تظهر أعدادا كبيرة أكثر بكثير مما هو معلن عن عدد الوفيات.وإزاء الاتهامات المتتالية التي تطالها، أعلنت السلطات الإيرانية أنها تستعد لإجراء فحوص على عشرات الآلاف من المواطنين، مما يؤكد المخاوف من تفشي المرض هناك.وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، في مؤتمر صحافي، إن عدد الأشخاص الذين يُحتمل أن يكونوا راغبين في إجراء الاختبارات يُظهر مدى قلق إيران من الفيروس، خاصةً بعد أيام من التقليل مسؤولين من شأن الأمر.وحض جاهانبور الناس على الابتعاد عن التجمعات الجماهيرية والحد من سفرهم، داعيا إلى عدم حضور جنازات الموتى، لأن التجمعات قد تساعد في نشر الفيروس.من جانبه، قال رئيس خدمات الطوارئ الطبية الإيرانية حسين كوليوند إنه سيتم تعطيل الجامعات والمدارس وجميع المراكز الثقافية والفعاليات الرياضة حتى نهاية الأسبوع المقبل، داعيا الإيرانيين إلى عدم السفر بين المدن، وعدم التجمع ، وإلغاء حفلات الأعراس، ومجالس العزاء والزيارات، والالتزام بالمنازل.بدوره، حذر وزير الصحة سعيد نمكي من أن ذروة الانتشار ستكون خلال الأسبوع الجاري، داعيا المواطنين إلى الامتناع أو التقليل قدر الإمكان من التنقلات غير الضرورية، والالتزام بالشروط الصحية اللازمة للوقاية من الفيروس.على صعيد متصل، أعلنت السفارة الروسية في طهران، تعليق خدماتها القنصلية للإيرانيين حتى إشعار آخر، بينما أمرت الحكومة الروسية وزارة الخارجية، بتعليق إصدار تأشيرات دخول الإيرانيين إلى روسيا مؤقتا.وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة "قدمت عروضا" لطهران بشأن تقديم مساعدة فنية لها فيما يتعلق بالتعامل مع تفشي فيروس كورونا الجديد.