الاثنين 22 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

أحرجتنا الأجنبية!

Time
الخميس 09 مايو 2019
السياسة
طلال السعيد

"أحرجتنا" السيدة الأجنبية التي كان شعارها: "لتبق الكويت نظيفة"، ومنظرها الذي يشرح الصدر وعلى النقيض من منظر "عيالنا"، وهم يتسابقون على إلحاق الاذى بكل ما هو جميل في بلدنا، فشتان بين المنظرين.
منظر السيدة الأجنبية وهي تحمل كيس القمامة وتنظف جسر جابر، بعد ان عاث مرتادوه فيه فسادا، وتعمدوا رمي القمامة وفضلاتهم في كل مكان، ولم يراعوا حق الوطن عليهم في كل شيء، واهمها نظافة المكان والحرص عليه.
المؤسف ان هناك من يتعمد الاساءة لنفسه بالدرجة الاولى، ثم لعائلته التي لم تجد تربيته، ثم لبلده، فالكويت لا تستحق منا ما نفعله فيها، بل على العكس الواجب على المواطن الكويتي، قبل غيره، المحافظة على وطنه، كل من زاويته وبناء على قدرته، ليكون قدوة للآخرين، اما اذا رأى الوافد المواطن مستهترا استهتر هو الاخر، واصبح البلد فوضى، وهذا ما لاحظناه بعد افتتاح جسر جابر والسماح للناس بارتياده!
المهم ان هذه السيدة الأجنبية حرصت على بلدنا اكثر منا، فنحن نتخلص من قذارتنا برميها في البحر او على الرصيف، وهي بيدها الكيس وتجمع لتبق الكويت نظيفة! فمن يستحق المواطنة هل هو ذلك المستهتر الذي يفتح طفاية الحريق ليرش على البحر، وهو يستعرض امام زملائه، او الاخر الذي يتعمد رمي بقايا ما بيده في البحر، ويبلغ به الاستهتار أن يوثق ذلك التصرف غير اللائق بالصوت والصورة، منتقصا من هيبة الدولة ومشجعا غيره على الاستهتار، ام صاحب استكانة الشاي، ام اصحاب السياكل الذين يتسابقون على الجسر، ويعرضون ارواح الاخرين للخطر، اما ارواحهم فهم يتحملون مسؤوليتها؟
غياب الرادع القوي ينعكس على تصرفات المواطن والمقيم في الشارع حتى أصبحنا في زمن الفوضى، فهذا وافد يضرب شرطيا، ووافد آخر يحدث إصابات بالغة في ضابط شرطة، ومسؤول في البيئة يصرح بأنه سوف "يعدم"(!!!) من يلقي القمامة على الجسر، ولا نعرف الى اي قانون يستند، واين هو عن الشويخ الصناعية وقذارتها، والجليب والحساوي وخيطان، وإسطبلات الخيل وجواخير الهجن وكبد وغيرها، فمن سوف يعدم، ومن سيترك؟
فقدت هيئة البيئة مصداقيتها بتهديداتها القرقوشية غير المعقولة، وفقدت الدولة هيبتها بتنازلها المستمر عن المستهترين، وفقد المواطن مواطنته الحقة، وهو يرى الوافد يتمتع بمزايا يحرم منها وهو الاولى، والطاسة ضايعة مع شديد الاسف فلا تلوم المستهتر فمن امن العقوبة اساء التصرف، اما عقوبة الإعدام فلا مكان لها بالخريطة نهائيا، وتبقى تلك السيدة الفاضلة الأجنبية أفضل منا كلنا، فشعارها لتبق الكويت نظيفة وشعارنا الاستهتار والرعونة...زين.
آخر الأخبار