أحمد الحريبي فرد عضلاته مطرباً... خلوني ساكت!

كتب - فالح العنزي:

لا يختلف اثنان على فخامة صوت الفنان أحمد الحريبي، الذي يمتلك قدرة طربية لا يضاهيه فيها أي من المطربين، أول من أمس حل الحريبي ضيفا في حلقة استثنائية من برنامج "الليلة"، وأدى خلالها مجموعة أغنيات أبدع وسلطن وأطرب مسامع من في الستديو أو المشاهدين، وكأنه يريد بذلك أن يبعث بـ "مسج" لمن يهمه الأمر ويحاربه في الظهور بالمناسبات الوطنية والمهرجانات الغنائية، ولمن لا يعرف الحريبي الابن، نقول بأنه فنان راقي الاحساس، لكنه في الوقت ذاته "يمقت الرياء والكذب والزيف":
يقول الحريبي: تتلمذت في مدرسة والدي الفنان الراحل صالح الحريبي، الذي تتلمذ فيها عشرات المطربين، كذلك كبرت على سماع كبار مطربي الغناء الأصيل أمثال فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووردة الجزائرية وغيرهم، فمنذ صغري اعتادت أذني السماع "الصح" ومن الله عليّ بخامة صوت يراها الآخرون خامة جيدة، أجتهد دوما من أجل تقديم ما يرضي ذائقة الجمهور.
وأشار الفنان الحريبي، إلى أن مواكبة التطور الموسيقي من الايجابيات لكن لا يجوز التذرع بحجة التطوير والقيام بتشويه الأغنية كلاما ولحنا، وقال: تابعت في السنوات الأخيرة بعض الأعمال فوجدتها للأسف متواضعة في كافة عناصرها، موضحا بأنه لا يمكن التسامح في الأغنية الوطنية وان أنشودة "عشق الكويت" التي تغنى بها باللغة العربية الفصحى من أجمل ما غنى في مسيرته الغنائية، مؤكدا عشقة الغناء الفصيح وأيضا اللهجة المحلية الدارجة.
واختار الحريبي، على مدار ساعة و15 دقيقة، مجموعة من الأغنيات الشهيرة والمعروفة تغنى بها فاردا عضلاته كمطرب، وسط سيطرة كاملة على الأغنية، حيث أذهل المشاهدين بأغنية "اعترفلك" وأبدع في "أبيك" وسلطن في "عشق الكويت" وغيرها من الأغنيات.
المتابع للسهرة الغنائية يدرك تماما بأنها كانت عبارة عن تحد بين الحريبي وطرف آخر خارج الستديو ولسان حاله يقول: "سيظل صوتي يصدح وتطرب له الأسماع وأنه ليس من السهل اقصائه من المشهد الغنائي".
ورأى الحريبي، أن شركات الانتاج لم تعد تمارس دورها مثلما كان يحدث سابقا بل أن وجودها خلال السنوات الماضية تسبب في الحاق الأذى ببعض المطربين الواعدين وقال: "خلوني ساكت"!
عن الوفاء، ذكر الحريبي موقفا جمعه مع الفنان الشعبي سليمان القصار في أحد الأعراس بمملكة البحرين، عندما تفاجأ بعدم حفظ الفرقة الموسيقية لأغنياته وقال: تملكني الغضب الشديد، موقف لم أتعرض له من قبل وهذه مناسبة عرس، هنا تدخل أبو داود، وقال: "ولا تهتم ولا تتأثر، الحين نشيل الليلة، وفعلا كان حنونا مع الفرقة الغنائية واستطعنا تجاوز المشكلة".
وفي الجانب الإنساني لم يخف الحريبي، مشاعر الفقد تجاه والده، وقال: كان إنسانا طيبا، حتى في قسوته علينا كان حنونا، في مجال الفن والغناء كنا أصدقاء نتبادل وجهات النظر والآراء، وكان مستمعا جيدا وأستاذا ناصحا".
عن ترديده دوما للأغنيتين المصريتين الشهيرتين "لسه فاكر" و"قارئة الفنجان"، ذكر المطرب الجميل: "وهل يوجد أعذب منهما، لسه فاكر تأخذني إلى عوالم جميلة من الذكريات والشجن والطرب الحقيقي الأصيل، بينما قارئة الفنجان أتخيلها أمامي فتاة يافعة بشعرها الغجري فتخلق بيننا حالة جميلة، وعلى فكرة الأغنيات في ذلك الزمن كانت عبارة عن صوت صورة الكلام يتماشى مع طبيعة التصوير البسيط الجميل، الذي عادة ما يعرض ضمن سياق أفلام السينما أو في الحفلات الجماهيرية كما كنا نشاهد حفلات الكبار، هذه النوعية من الأعمال ليست خالدة فقط بل تساهم إلى حد كبير في تثقيف المطرب وتصقل موهبته وتمنحه فرصا أفضل تجاه تطوير صوته، لذا هي نصيحة قديمك نديمك والمدارس السابقة لولا انها مدارس طربية حقيقية لما استمرت حتى الآن وظلت أعمالها خالدة يتناقلها الأجيال، لسة فاكر وقارئة الفنجان عملين من مئات الأعمال التي يحرص غالبية المطربين الحقيقيين المتمكنين من ترديدها في حفلاتهم ومناسباتهم. اليوم عندما نتابع أي أغنية قديمة سواء شرقية أو من أغنيات التراث الكويتي العريق نجد أنفسنا نترنم ونعيش في عوالم ثانية من المتعة السمعية الجميلة".


لقطات من الأمسية

• عن التناغم والانسجام بينه وبين العازفين على الرغم من عدم إجراء بروفات كافية، وصف الحريبي العازفين بأنهم جبارون وسبق لهم العزف معه في مناسبات عدة.
• فاجأ الفنان الحريبي، الفرقة بإضافة ثلاث أغنيات إلى برنامج أمسيته والأغنيات هي "تحريتك" و"يا علي" لوالده الفنان صالح الحريبي، و"يا هلي" للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.