أحمد الفهد... "وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً"

سطام أحمد الجارالله

ليست عودة الشيخ احمد الفهد الى الحكومة محطة شكلية، انما هي دليل على تغير في الاسلوب، ولهذا فان الشيخ العائد نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وزيرا للدفاع لها دلالات كثيرة، لما لهذا الشيخ من حضور سياسي وشعبي في الكويت، وربما الخليج، ولا شك ايضا معارفه العالمية من خلال المناصب الرياضية التي شغلها دوليا.
الشيخ احمد الفهد يمثل نمطا قريبا من الناس، وهو المعروف بقدرته على تطويع الصعاب، وكذلك خوضه التحديات، والفوز بها، لانه ينطلق من قاعدة صحيحة في علاقاته مع الناس، اولا، ويستند الى ارث تاريخي، نسبة الى والده الشهيد الشيخ فهد الاحمد، ثانيا، كذلك حضوره في الاسرة الحاكمة، والادوار المتعددة التي اداها، وكان في كل ذلك يدرك جيدا ان على عاتقه مهمة صعبة، وهي التعبير عن جيل الشباب، ليس داخل الاسرة الحاكمة، انما في الكويت عموما.
يسجل للشيخ احمد الفهد الكثير من المواقف التي تدل على شيم الكبار، أكان خلال توليه منصب وزير الاعلام، او وزيرا للصحة، وفي هذه الاخيرة قدم الكثير ما يدل على انسانية كبيرة يتمتع بها، وادراكه ان الانسانية لا تفرق بين شخص واخر، انما هي عمل ينطلق فيه المرء من تربيته واخلاقه، وان المناصب هي لخدمة الشعب، وتحقيق رسالة الوطن في التقدم والتطور.
لا شك ان الكثير يقال عن الشيخ احمد الفهد، ويبقى الكثير مما لا يقال لان المرء في افعاله، وهي كثيرة عند هذه الشخصية السياسية والشعبية، وبالتالي فان المتوقع الا يحيد هذا الرجل عن خطه الذي سار عليه في مسيرته طوال السنوات والعقود الماضية، وان يكون ايضا داعما كبيرا لاصلاح الوزارة التي يتولاها، وهي المهمة، لانها الركن الاساس في الدفاع عن الكويت،
ولانه ايضا يعمل بصمت، فيما تبقى افعاله تدل عليه.
لقد كانت عودة الشيخ احمد الفهد الى الواجهة السياسية متوقعة، لان مثله لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة حساسة كويتيا، كما ان المعروف عنه انه اكبر من كل الخصومات، لادراكه ان الوطن الذي يمثله اكبر من الاشخاص.
كذلك انه الشخصية الاكثر قدرة على عقد الاتفاقات من دون تحميل الكويت اي اثمان، أكان داخليا او اقليميا، فهو خير جندي في المواجهة، ومحنك سياسيا في المفاوضات، وتغلب عليه الروح الرياضية التي تمكنه من التعامل مع المتغيرات من دون اي احقاد، لانه تربى على الشجاعة التي ورثها من والده، وينطبق عليه قول المتنبي:
"وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ".

[email protected]