الأربعاء 17 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أحمد سمير: حرية الروائي تتجاوز الخطوط الحمراء للمجتمع والسلطة

Time
الأربعاء 03 يوليو 2019
السياسة
القاهرة - رحاب أبو القاسم:

أحمد سمير كاتب ثائر، يعشق الكتابة منذ نعومة أظفاره، يعيش ليكتب وليس العكس، حصلت روايته الأولى "قريبًا من البهجة"، على جائزة ساويرس الثقافية لعام 2018، بعد أن وصلت إلى القائمة القصيرة لأفضل رواية، فرع شباب الأدباء، كما حصل على العديد من الجوائز حول مقالاته السياسية.
"السياسة" التقت الروائي أحمد سمير في حوار أدبي حول أعماله الروائية لا سيما رواية "قريبا من البهجة" وما تضمنته من رصد لحال المجتمع المصري بعد أحداث 25 يناير، والجوائز التي حصل عليها ورؤيته لجمهوره وشخصيات روايته، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

* طموحي ليس له سقف أو حدود والخبرة "بتفرق" في الكتابة
* لا يوجد عمل أدبي يعجب الجميع وأقدر نقد وتعليقات متابعيَّ
* الكتابة تستهويني منذ الصباح الباكر وأستمد شخصياتي من الواقع

كيف جاءت فكرة رواية "قريبا من البهجة"؟
من خلال العمل الصحافي الذي مدني بالخبرة الكافية، بعدها بدأت أكتب قصصا واقعية حدثت بالفعل وليست من الخيال، كتاباتي الأولى كانت لشخصيات قابلتهم بالفعل في فترات مختلفة من حياتي، أكتب بشكل "حكي" وبناء قصصي كقصص قصيرة، هذا الأسلوب كان من السهل الكتابة به، بعد ذلك جاءت فكرة الرواية .
هل حصلت على جوائز قبل جائزة ساويرس؟
فزت بجائزة نقابة الصحافيين لأفضل مقال صحافي سياسي عام 2014، بعنوان "من لم يتركونا نهرب سيتركونا نموت"، وجائزة مصطفى الحسيني لأفضل مقال صحافي عام 2014 بعنوان "أسوأ خمسين كتابًا قرأتهم في حياتي"، وجائزة نقابة الصحفيين لأفضل مقال سياسي عام 2015 بعنوان "أسطورة التنين الأخير سلسلة ما وراء السجون"، وجائزة نقابة الصحافيين للكتابة الساخرة عام 2018 عن مقال "مصر بتكسب.. قصة نجاح وتفوق وانتصار"، وجائزة برنامج "معكم" الذي تقدمه منى الشاذلي لفضائية CBC المصرية، لأحسن كتاب عام 2015 عن كتابي "مانشيتات يوم القيامة".
ماذا عن جائزة ساويرس الثقافية؟
حصلت راويتي "قريبا من البهجة، على المركز الثاني كأفضل رواية في جائزة "ساويرس الثقافية"، فرع شباب الكتاب عام 2018.
هل توقعت الفوز رغم أنه أول عمل روائي لك؟
قبل كتابتي للرواية، كان لدي إحساس قوي أن ما أكتبه سوف ينال جائزة ما، أثناء شروعي في الكتابة، تعمدت قراءة كتب متخصصة في فن الرواية مع التركيز أكثر على اعتبار الكتابة عمل احترافي، أدركت وقتها أنني كنت أتعامل بهذا المنطق في كتاباتي، بعدما أوشكت على الانتهاء من الرواية لم يكن تقييمي لها بحصولها على جائزة ما، خاصة أنها كانت بداية الطريق، إحساسي قبل الرواية اختلف كثيرًا بعدما انتهيت منها، الغريب أنها حصلت على جائزة.
ما أهمية الجائزة لك؟
كان خبر الفوز بمثابة مفاجأة سارة جدًا بالنسبة لي، لأنها تعتبر أهم جائزة أدبية مستقلة في مصر، فالجوائز تعطى للكاتب دافعًا قويًا لاستكمال المشروع الأدبي الذي يعمل عليه، لأن الكاتب أو الروائي ليس له مورد رزق من أعماله سوى المبيعات أو الجوائز، انهما موردان غير ثابتين بالمرة، لهذا لا يعول أغلب الكتاب على الكتابة كمصدر أساسي للرزق.
لماذا تم اختيار روايتك للفوز؟
أهم نقطة لفتت انتباه حكام الجائزة كان أسلوب سرد الرواية واعتماده على جمل وفقرات قصيرة، كما أن البورتريهات ليس شكلا من أشكال الرواية، أيضا التماس اللحظة الراهنة، فالرواية تتحدث عن اللحظة التي نعيشها، فهي من أكثر اللحظات ثراءً خلال الـ 8 سنوات الماضية، بها أحداث درامية وعنيفة، وشخصيات طرأ عليها تغييرات عديدة.
هل تعمدت أن تكون الرواية سياسية؟
في البداية لم أكن مهتما أن تكون سياسية، مثل عرض أحداث يناير، لكن حدث ذلك لأنها تناولت فترة طغى عليها الشكل السياسي، فالبطل في الرواية هو مشاعر الشخصيات وليس الأحداث.

أحداث واقعية
كيف كان تجهيزك للكتابة؟
الرواية تناولت أحداثا واقعية حدثت لشخصيات عاشت ما بين عامي 2000 و2016، لهذا كنت في احتياج لكم كبير جدًا من القصص ولغة الخطاب لكي أقترب من هذه الشخصيات ومن لغة الأحداث، لأن الحدث الأساسي في الرواية كان نتيجة أحداث ثورة يناير التي بدأت من "الفيس بوك" الذي كان في أول الأمر جزءا كبيرا من مصادري من خلال متابعتي لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما قرأت ما يزيد عن 15 كتابا متخصصا في فن كتابة الرواية، لأنها كانت الرواية الأولى لي.
ماذا عن شخصيات الرواية؟
هناك الراوي الذي يحكي عن 34 شخصية قابلهم، وتحدث تفاعلات بين بعضهم بعضا. جزء يحدث فيه تفاعل الراوي مع الشخصيات أثناء حكيه عنهم، وجزء آخر تتفاعل شخصيات القصص الـ 34 مع بعضها.
ماذا عن شكل الكتابة؟
أقرب إلى شكل"Time Line" في صفحات التواصل الاجتماعي، أي فقرات مرتبة ترتيبا زمنيا، صغيرة وقصيرة إلى حد كبير، شبيهه بالفقرات التي أكتبها وأنشرها على الانترنت، من هنا جاءت النقلة إلى كتابة الرواية، فالأساس كانت الكتابة على صفحات التواصل الاجتماعي ثم مقالات صحفية،أخيرًا الكتابة الروائية.
كيف جمعت هذه التركيبة الصعبة؟
لغة الرواية، والتناص مع القرآن جاء لأن الراوي نفسه داخل الرواية، لديه خلفية إسلامية واسعة، الراوي "بطل الرواية" تعمد استفزاز خصومه داخل الرواية، فالقارئ إذا كان متفقا مع شخصية من شخصيات الرواية، سيستفز ليس من الأحداث لكن من لغة الراوي، لأن لغته متناقضة تماما، فيها نسبة كبيرة من الاستفزاز، بحكم خبرتي الشخصية ضد المجموعات الدينية.
ما الرابط بين قصص الـ 34 شخصية؟
العامل المشترك والخيط المنظم هو أحداث يناير، تأثيرها على حياة الراوي وشخصيات الرواية، تفاعلاتهم مع بعضهم البعض.
ما الشخصية التي تعمدت وجودها من ضمن شخصيات الرواية؟
شخصية "منال" زوجة الراوي، لأن الصراع يتجسد بينه وبين زوجته،هو يتحدث عن زوجته، صلب الرواية حول شخصية "منال"، كانت تمثل أزمة طوال الرواية.
هل تجد نفسك على الورق؟
بكل تأكيد، كل ما أفعله في حياتي هو الكتابة منذ بداية اليوم في الساعات الأولى من الصباح حتى نهايته، أكتب كتابة حرة، أفتح جهاز الكمبيوتر الخاص بي، أبدأ في الكتابة لمجرد الكتابة، التعبير عن أي شئ في حياتي يتم من خلال كتابته، توجد أوقات أكتب ليس لهدف معين، لكنني أستخدم ما أكتبه بعد ذلك بعد تنظيمها في شيء ما.
هل تهتم بمتابعه رأي النقاد؟
أعتقد أن النقد الأهم في تقديري في هذه اللحظة، ليس النقد المقدم من النقاد والصحف الأدبية، لأنه يتراجع، بل أقدر متابعيني من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التعليقات التي تأتيني من الفيس بوك وتويتر، تعليقات قراء موقع "جود ريدز" .
لماذا هذا الموقع بالذات؟
لأنه موقع يهتم بالكتب، بتوصيات وآراء المستخدمين حول الكتب والمؤلفين، القراء فيه محترفون، كما يضم آراء كثير من النقاد، كل هذه آراء لم تكن متاحة للكتاب بهذا الكم والكيف في سنوات سابقة، هذه المواقع توفر مساحة كبيرة للآراء، إنه جمهور الإعلام البديل.
هـــل ينتابــك خوف من رد فعل الجمهور أو النقاد أثناء كتابة أعمالك؟
أثناء كتابتي أدرك تمامًا ما أكتبه، لخلفيتي الصحفية، لكن لا أجعل شيئا يؤثر على قراري في أي عمل فني أو أدبي أكتبه، فالجمهور لا يتحكم فى كتاباتي، في نفس الوقت لا أكون بمعزل عنه، عندما أكتب جملة ما أكون مدركا مَن الجمهور الذي ستزعجه، لهذا أتراجع عنها، بقدر المتاح أبتعد عن استفزاز جمهوري، فالخبرة "بتفرق" في الكتابة.
هل تصنف نفسك كاتبا سياسيا؟
هذه حقيقة، أنا أكتب مقالات سياسية، فزت بالعديد من الجوائز في هذا المجال، لكن الرواية رغم أنها تناولت أحداثا سياسية، لكنني لم أكن أرغب في ذلك، كنت مهتما أكثر بأن تتناول مشاعر البشر، اعتقد أن جزء من الرواية يعد تأريخا لمشاعر الناس وقت أحداث يناير، وليس للأحداث ذاتها.
هل الرواية موجهه لفئة معينة؟
لا يوجد كتاب في العالم موجه لكل فئات البشر، أي عمل أدبي يكون موجها بالتأكيد لقطاع معين، لا يوجد عمل أدبي يستسيغه الجميع، لم أحدد قطاعا معينا،بالتأكيد ليس كل فئات المجتمع، أدرك تماما من هو جمهوري، انه جمهور الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، من لديهم اهتماما واضحا بالسياسة، انحيازات واضحة تجاه الحريات.
ماذا تعني لك الحرية؟
الحريـــة بالنسبة لي "كسر ما لا أتوقع كسره بخطوة واحدة فقط، إنها تجاوز الخطوط الحمراء التـــــي يضعها المجتمع والسلطة بخطوة واحدة"، حتى لا أصل إلى درجة الانتحار، نحن في احتياج دائم لتوسيــــع مساحــــات الفضاء العام، هذا ما أقوم به طوال الوقت.

رسائل متنوعة
ما الرسالة التي أردت أن تصل للقارئ؟
من الممكن توجيه رسائل من خلال مقالاتي الصحفية، لكن من خلال رواياتي لا أقوم بذلك على الإطلاق، لأنها تأريخ لمشاعر البشر، الكاتب يهتم بذكر المشاعر، التي تصل إلى القارئ، لا يهتم برسائل فكرية، أهتم بالأساس بالحكي عن شخصيات ومشاعر،من خلال الحكي نستخلص رسائل متنوعة تختلف من شخص لآخر، المتلقي يعتبر جزءا من العمل الفني بعد قراءته والانغماس في شخصياته ومشاعرهم.
هل تفضل النهايات المفتوحة؟
حسب الموقف والرواية.
هل يوجد وجه شبه بينك وبين شخصيات رواياتك؟
قطعا، فالرواية تضم راويا و34 شخصية، بالفعل يوجد وجه شبه بيني وبين شخصيات الرواية المختلفة، لأنني في النهاية أتحدث عن مشاعر تم تجربتها في بعض الأحيان على أرض الواقع.
ما طموحك الأدبي؟
طموحي الأدبي ليس له سقف أو حدود، أكتب لأنني أعشق الكتابة وأقدرها، سوف أكتب فى كل وقت وكل مكان.
ماذا عن مكتبتك الأدبية؟
متنوعة جدًا، لكن يغلب عليها الكتب الأدبية. نجيب محفوظ أكثر الأدباء الذين تأثرت بكتاباتهم منذ نعومة أظفاري، قرأت جميع كتبه خلال فترة دراستي الثانوية والجامعية، فترة تشكيل وتحسين الوعي والتفكير، يمتعني أدبيًا بالدرجة الأولى، يحقق لي التسلية والمتعة في الوقت نفسه، كما أستمد منه المعاني والفلسفة.
هل شجعتك الجائزة لكتابة عمل جديد؟
تشجيعي للكتابة يأتي من منطلق عشقي لها، وليس لسبب آخر، بدأت في كتابة روايتي الجديدة فور انتهائي من السطور الأخيرة من رواية "قريبًا من البهجة"، أي قبل حصولي على الجائزة، إنها تختلف عن أعمالي السابقة، تتناول خطا غير سياسي.
آخر الأخبار