أحمد فؤاد الشطي: جوهر... الفنان القدير الذي فقدناه

كتب رئيس مجلس إدارة فرقة "المسرح العربي"، الفنان أحمد فؤاد الشطي، كلمة رثاء من القلب عن الفنان الكبير الراحل أحمد جوهر، جاء فيها:
لا حول ولا قوة إلا بالله.. عن فقد آخر أكتب بألم بالغ يعتصر القلب، حيث توفي الأخ الكبير الفنان القدير أحمد جوهر، أحد أبناء الكويت الذي توهج على الساحة الفنية منذ الثمانينات من القرن الماضي، وبرزت موهبته من خلال عشرات الأعمال الفنية المتميزة المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وخلال فترة وجيزة من تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، أصبح له لون خاص مزيج من الموهبة والذكاء الفني ودقة الإحساس والاجتهاد، حالفه الحظ بأن شارك البطولة مع عمالقة الفن بالكويت فنال إعجاب الجمهور العريض، الذي أحبه سواء في الكويت أو في دول الخليج أو في المهرجانات العربية التي شارك في فعالياتها، حتى استحق عن جدارة جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والتي حصل عليها العام 2010 بترشيح من فرقته الأم فرقة المسرح العربي.
وأنا أرثي أخي الحبيب الكبير أحمد جوهر بهذه الكلمات أسأل نفسي.. أحيـــــاناً يمر بعض النّـــاس في حياتنا قدراً، فَيصبحون أغلى النَـــاس في قلوبنــا.. عندها نسأل أنفسنا هل نحن نعرفهم؟ أم أنّنـــا ولدنا عندما عرفناهم، حينها ندرك حقاً أن الأرواح حين تُحبّ لا تملك حق الاختيار، وقد كان لي شرف التواصل معه عن قرب من خلال مراجعة نصوص الأعمال التلفزيونية التي يتقدم بها إلى لجنة إجازة النصوص التلفزيونية بوزارة الإعلام، حيث كنت عضوا ومقررا لهذه اللجنة عدة سنوات، وكان الفقيد العزيز يبذل كل جهد ممكن في إعداد النص التلفزيوني وإجراء التعديلات المطلوبة عليه قبل الشروع في التصوير، ومن ثم عرضه على الجمهور الكريم، فلمست منه الحرص الشديد على تقديم كل ما هو جيد للجمهور الذي يثق فيه. كما كان لنا لقاءات مفيدة وعزيزة على قلبي بمقر فرقتنا، إذ كان عضوا محبوبا بين أعضاء أسرة المسرح العربي.
فسلام على من حفظ الود وصان العهد رغم الغياب، وسلام على من رأى بابنا موصدا ولم يمل فطرق علينا ألف باب، وسلام على من أحبنا بصدق وهو صانع للسعادة بحياتنا دون أسباب، سلام لمن غرس في قلـوب النّاس بذورَ المحبّة وسقاها بحُسنِ التعامُل، وعلم أن الحيـاةُ لن تدوم ولن يبقـى له إلا جميـلُ ما زرع، سلام لصاحب النفس الطيبة والروح النقية والابتسامة الصافية، سلام لمن حمل كل شيء على محمل الطيّب ولم يشغله التنقيب في النوايا ولم تعنيه خلق العداوات، بل اشترى لنفسه السكينة وراحة البال ومنح لغيره الطمأنينة في التعامل وحسن القصد وصفاء النوايا.
السلام والحب والود على من بسط لنا قلبه وبنى لنا جميعا بداخله منزلاً وكتب عليه، هنا يسكن كل الأحباب.. افتقدناك أيها الفنان القدير وستفتقدك الكويت كثيرا، وعزاؤنا فيما تركت من أعمال فنية قيمة لنا وللأجيال القادمة. لك من أعماق قلبي الحزين على فراقك والمسلم بقضاء الله كل الدعاء بأن يمن الله عليك بوافر رحمته ومغفرته وأن يسكنك فسيح جناته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.