الاثنين 05 مايو 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أحمد فؤاد نجم... سجنته "بهية وبقرة حاحا"

Time
الاثنين 04 مايو 2020
View
5
السياسة
الساخرون على مائدة رمضان

إعداد – نسرين قاسم:

أحمد فؤاد نجم، أديب وشاعر من طراز فريد، يعد أحد أبرز الشعراء الذين برعوا في العامية على الإطلاق في النصف الثاني من القرن العشرين، واشتهر بلقب "شاعر الشعب"،، فقد كتب وسخر من كل ما لا يرضي المصريين، وهو أحد أبرز اليساريين المصريين المناضلين الذين دفعوا أثمانًا لأجل التعبير عن الروح الاحتجاجية لهذا البلد، منذ نكسة يونيو1967 وحتى ساعات قبل وفاته.
اشتهر نجم بقصائده السياسية اللاذعة التي لم تخلِ من حس اجتماعي عميق بالفقراء والطبقات الكادحة التي يأتي منها، فقد ولد لأم فلاحة ريفية بسيطة وأب يعمل شرطياً يعول17 ابنًا عاش منهم ستة فقط بسبب سوء الرعاية الصحية.
تلقى "نجم" تعليمه في الكتاب بقريته كعامة المصريين، ثم انتقل للعيش ببيت خاله بالزقازيق بعد وفاة والده، ثم وضع في ملجأ أيتام، وهناك كان أول لقاء له مع المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، وترك الملجأ في سن السابعة عشرة، وعاد لقريته قبل أن ينتقل للقاهرة للعيش مع شقيقه قبل أن يرسله للقرية مرة أخرى.

النكسة والسخرية
شكلت نكسة يونيو نقطة تحول بالنسبة لشخصية أحمد فؤاد نجم؛ فقد شعر بصدمة مهولة إزاء الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الوطن، حينها أدرك أن تحرير سيناء والأرض المحتلة يتطلب مكاشفة صريحة مع النفس لتحديد أسباب الهزيمة، فقرر مع الشيخ إمام دخول مجال الأغنية السياسية الساخرة، فباشر في كتابة قصائد تحمل كلماتها سخرية مريرة من النظام وشعاراته، كان أولها أغنية "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا"، وتبعتها أغانٍ أخرى مثل "بقرة حاحا"، و"أنا الأديب ولا تعرفنيش"، و"يا مرحرح".
كانت كلمات هذه القصائد قاسية وساخرة جدًا، فتسبب ذلك في دخوله والشيخ إمام السجن، حيث بقيا فيه حتى وفاة عبد الناصر.
ومما قاله عن هذه الفترة وأثر في جمهوره قوله: "إلى بناتي: عفاف ونوارة وزينب، من الممكن ألا تجدوا في حياة والدكم شيئًا يدعو للفخر، ولكنكم بكل تأكيد لن تجدوا أي شيء يدعوكن للخجل، هذا هو اعتقادي الذي دافعت عنه، ودفعت ثمنه بمنتهى الرضا".
رغم أشعاره الكثيرة لكن قصيدة "بهية المعجبانية" تأتي على رأسها وطالما رددها الناس في أزمان مختلفة ولا يزالون، وفيها يقول: "مصر يا أما يا بهية، يا أم طرحة وجلابية، والزمن شاب وأنت شابة، وهو رايح وأنت جاية". وفي أشعاره وكل أفكاره لم ينفصل يومًا عن الهموم السياسية والاقتصادية لهذا الشعب، ولم يتوقف يومًا عند إثارة الجدل حول قصائده التي طالما تلازمت مع اسم الشيخ إمام، منذ مطالع السبعينيات وانتفاضة الخبز عام 1977 وحتى ثورة 25 يناير.

السجن والشعر
لم يكن فؤاد نجم قبل سجنه يعرف أنه شاعر، وإنما اكتشف ملكته في السجن في خمسينيات القرن الماضي وعُرف في الستينيات، ولم يتوقف عن الكتابة من ذلك الحين، واستخدمت أشعاره في جميع المظاهرات المطالبة بالحرية، وحين اندلعت الثورة بالتحرير لم يكن هناك أفضل من كلماته "الجدع جدع والجبان جبان"، ليرددها الثوار في الميدان.
وعرف العالم "نجم" بعد أن كتب قصيدته الشهيرة "جيفارا مات" التي كتبها بعد وفاة المناضل تشي جيفارا، وتقول: "جيفارا مات، واتمد حبل الدردشة والتعليقات، مات المناضل المثال، يا ميت خسارة عَلى الرجال، مات الجدع فوق مدفعه جوّه الغابات، جسّد نضاله بمصرعه، ومن سُكات، لا طبالين يفرقعوا ولا إعلانات، ما رأيكم دام عزكم، يا أنتيكات، ياغرقانين، فِ المأكولات والملبوسات".
عرف عن نجم حبه للنساء لدرجة أنه في كهولته قال ساخرا وكما هي عادته في مقابلة تلفزيونية بأنه مازال يكتب كابن 25 عامًا ويشرب كابن 25 عامًا، ويسعد امرأة كابن 25 عامًا أيضًا.
والغريب أن هذا الساخر الذي خاصمته الوسامة، وكانت حياته اشبه بحياة الصعاليك تزوج مرات عدة، من نساء ينتمين لعائلات لها اسمها وشهرتها، فقد تزوج من الكاتبة صافيناز كاظم وأيضا الفنانة عزة بلبلع، وممثلة المسرح الجزائرية صونيا ميكيو، وأميمة عبد الوهاب زوجته الاخيرة ولديه 3 أحفاد.
بجانب لقب "شاعر الشعب" فقد لقب فؤاد نجم أيضا بلقب "الفاجومي" ومن أبرز أعماله: "نوارة"، و"كلمتين لمصر"، و"الفاجومي: مذكرات الشاعر أحمد فؤاد نجم"، و"المرجيحة"، و"أنا بقى، وعادل حمودة"، و"يا أهلي يا حبي يا حتة من قلبي".
آخر الأخبار