السبت 07 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

أخي العربي!

Time
الأحد 21 يوليو 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد

قبل الغزو العراقي الغاشم لبلادنا الحبيبة الكويت، كانت الكويت بلاد العرب، وكنا عروبيين اكثر من اللازم، نردد الشعارات القومية ونتغنى بالعروبة. وكنا ننظر الى الغرب نظرة اشمئزاز، فهم أعداء الامة وهم المستعمرون الذين اغتصبوا أراضي عربية، وقتلوا وشردوا شعوبها، فقد كانوا هم الأعداء على اساس ان عدو الامة عدو لنا من منطلق "انا العربي اخي مني ومن لحمي ومن دمي"، وكنا في طابور الصباح نردد" تحيا الكويت... تحيا الامة العربية"!
الذي اكتشفناه فجر يوم الخميس الثاني من اغسطس 1990، ان الخطر الحقيقي ليس من المستعمر الأجنبي، انما الخطر من جيراننا وأشقائنا العرب الذين كنّا بلدا وسندا لهم، والمشكلة لم تكن فيمن غدر بِنَا، واحتل، واستباح الارض والعرض، بل المشكلة بالذين ساندوا المحتل من الدول العربية، التي كنّا نتصور انها سند لنا، فقد كان حقنا واضحا، الا انهم ساندوا الباطل ضد الحق، وسارت في بلدانهم المظاهرات تساند الطاغية المحتل ضدنا نحن المظلومين الذين اغتصبت ارضنا!
ثم أصبحنا نستجدي الأجنبي، الذي كان عدوا لنا وللعروبة والقومية، لكي يساعدنا على تحرير ارضنا من الشقيق العربي المحتل، واتضح صباح ذلك اليوم الاسود ان الكويت ليس لديها اتفاقية دفاعية واحدة مع اي دولة من الدول العظمى، بسبب تلك الشعارات الجوفاء والمبادئ القومية التي كنّا نميل اليها ونتغنى بها، لان الاتفاقيات الدفاعية كانت بمفهومنا في ذلك الوقت استعمارا جديدا! وقد كان الثمن الذي دفعناه أغلى مما كنّا نتصور، بل فوق مانطيق. هذه خلاصة تجربتنا المريرة الماضية.
نقول هذا الكلام بمناسبة الحديث عن استعانة المملكة العربية السعودية بقوات أميركية لدعم وتدريب قواتها وحفظ امن الخليج، وهذا حق مشروع للسعودية، فالأخطار من كل جانب، والتصعيد على اشده، والحرب على الأبواب، والامر يرجع لتقدير القيادة المسؤولة عن امن وامان البلاد بعيدا عن الشعارات الجوفاء فلها الحق بأن تستعين بمن تشاء فالقيادة السعودية فقط ،هي التي تستطيع تقدير الموقف، ولن يسمح القائد المحنك الذي تهمه مصالح بلاده العليا، وسلامة شعبه ان يحدث لبلاده وشعبه ما حدث للكويت والكويتيين، حين باتوا احرارا وأصبحوا تحت الاحتلال، فالشعارات لا تحمي البلاد والعباد، بل ستجد اصحاب الشعارات اول الشامتين اذا حصل أي مكروه، لا سمح الله، فسيروا على بركة الله، ولا تلتفتوا الى اصحاب الشعارات الجوفاء فهم العدو فاحذروهم...زين.
آخر الأخبار