أردوغان يبحث عن مزيد من الاستثمارات في جولة الكويت والبحرين وعُمان

علاقات أنقرة مع الكويت لم تنقطع.. والتقارب مع المنامة تأخر.. والتبادل التجاري مع مسقط مليارا دولار

أنقرة، عواصم - وكالات: بعد نحو شهر من جولته الأولى التي شملت السعودية وقطر والإمارات، يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القيام بجولة جديدة إلى الخليج تشمل بقية الدول التي لم يزرها في جولته الأولى، حيث يزور في جولته الثانية الكويت وسلطنة عُمان والبحرين، ويمكن أن يكون عنوانها الاقتصاد والاستثمار، فما التوقعات للتوسع المرتقب في علاقات أنقرة مع هذه الدول، وهل تشهد توقيع اتفاقيات كما في زيارته السابقة؟.
فبعد نحو شهر على زيارته لمنطقة الخليج، كشفت صحيفة تركية اعتزام الرئيس التركي إجراء جولة خليجية ثانية تشمل أيضاً العراق، في وقت لاحق من شهر أغسطس الجاري، فيما نقلت قناة "سي إن إن تورك" التركية عن مصادر إن جدول جولة الرئيس أردوغان يتضمن زيارات للبحرين وسلطنة عُمان والكويت والعراق، وهذه الجولة الثانية للرئيس التركي إلى الخليج خلال شهر، حيث أجرى بين 17 و19 يوليو المنقضي جولة شملت السعودية وقطر والإمارات برفقة وفد كبير من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال.
وشهدت السنوات الأخيرة تطورات سريعة في العلاقات بين تركيا ودول الخليج العربي، قادها تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين هذه الدول، بعد توتر شهدته السنوات الماضية منذ منتصف 2017 بين تركيا والإمارات والسعودية والبحرين، قبل أن تعود تلك العلاقات تدريجياً خلال العامين الأخيرين، فضلاً عن العمل على تطويرها وتقويتها.
وتأخر التقارب بين المنامة وأنقرة مقارنة بالتقارب مع الرياض وأبوظبي، لكن تصريحات صدرت من الجانبين بعد فوز أردوغان أشارت بوضوح إلى أن العلاقات البحرينية التركية مقبلة على تطور كبير، وسط حرص من البلدين على تعزيز التعاون والتبادل التجاري. وقبل الأزمة كان البلدان قد وقعا 38 اتفاقية ومذكرة تفاهم في عديد من المجالات المختلفة؛ مثل الشباب والتعليم والدفاع والصناعة، كما سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً بنسبة 66% عام 2022، مقارنة بالعام الذي سبقه، الذي بلغ فيه 883 مليون دولار.
في المقابل، فإن العلاقات مع الكويت لم تنقطع، واستمرت خلال الأزمة بشكلٍ متصاعد، وأحدث ما في هذا الشأن كان بعد أيام من فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية في أواخر مايو الماضي، حيث ذهبت الكويت إلى توقيع اتفاقية ضخمة مع تركيا للحصول على طائرات "بيرقدار TB2" المسيرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الكويتية في يونيو 2023 تعاقدها مع تركيا لتوريد منظومة الطائرات بدون طيار بقيمة 367 مليون دولار، وذلك عن طريق التفاوض المباشر بين حكومتي البلدين دون دخول أي وسطاء، كما سجل التبادل التجاري بين البلدين رقماً قياسياً بلغ 956 مليون دولار، فضلاً عن استثمارات الكويت في تركيا البالغة ملياري دولار.
ومثلها عُمان، فقد استمرت العلاقات خلال الأزمة الخليجية ووقعت اتفاقيات مختلفة بين الجانبين، كان آخرها في منتصف يونيو، عندما وقعت مذكرة تفاهم بهدف تفعيل التعاون المشترك وتعزيز مجالات التدريب الجوي مع تركيا، ووصل حجم التبادل التجاري بين تركيا وسلطنة عُمان إلى ملياري دولار خلال 2022، حيث كشف السفير التركي لدى مسقط محمد حكيم أوغلو أن إجمالي الواردات العُمانية من تركيا بلغ 1.58 مليار دولار، بينما بلغ إجمالي الصادرات العُمانية إلى تركيا 465 مليون دولار.
وفي تقرير لموقع "الخليج أون لاين" الاليكتروني، يصف المحلل السياسي التركي جواد غوك الزيارة المرتقبة بأنها مهمة جداً لكونها تأتي في إطار استكمال تحسين العلاقات مع جميع دول الخليج، لافتا إلى أن الرئيس التركي يعرف جيداً مدى تأثير السعودية على هذه الدول، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي بعد زيارته الأخيرة والتي كانت مفتاحاً لبقية التقارب.
ويشير إلى أن أهمية زيارة الكويت "لكونها تملك استثمارات في تركيا"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن سلطنة عُمان "تعد بلداً استراتيجياً مهماً بالنسبة لتركيا"، مضيفا بخصوص البحرين التي شهدت العلاقات معها انقطاعاً خلال السنوات الماضية، بالقول "كانت علاقته جيدة مع ملك البحرين، لكنها قطعت مع الأزمة، ويريد الآن ترميم هذه العلاقات".
ويؤكد أن حكومة تركيا برئاسة أردوغان تعمل من خلال الزيارة السابقة والقادمة على الانفتاح على الجميع والتطبيع مع جميع الأشقاء العرب، وإلى جانب ذلك، فإن من أهدافها الرئيسية توقيع اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مختلفة؛ لأن تركيا بحاجة إلى الاستثمار والمال لكون الوضع حرج للغاية.