أنقرة - وكالات: قرر حزب "العدالة والتنمية" أمس، الطعن في نتيجة الانتخابات المحلية في جميع أحياء اسطنبول التسعة والثلاثين، بعد أن أوضحت أحدث النتائج تقدم مرشح حزب المعارضة.ويوشك الحزب الحاكم على فقد سيطرته على اسطنبول وأنقرة، أكبر مدينتين في البلاد، في انتكاسة انتخابية من شأنها تعقيد خطط الرئيس رجب طيب أردوغان لمواجهة الركود الاقتصادي.ولم تقتصر انتكاسة "العدالة والتنمية"، الذي حاول قمع الحملات الانتخابية التي كان ينظمها حزب "الشعوب الديمقراطي"، أمام حزب "الشعب الجمهوري" فقط، بل كذلك خسر بلديات سبع مدنٍ أخرى أمام حليفه، حزب "الحركة القومية".وأعلن مرشح حزب "الشعب الجمهوري" المعارض أكرم إمام أوغلو ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، مرشح "العدالة والتنمية"، تقدم إمام أوغلو في انتخابات رئاسة البلدية في اسطنبول بنحو 25 ألف صوت.وذكر "العدالة والتنمية" في بيان، انه سيستخدم حقه في الطعن على النتائج عند وقوع مخالفات في التصويت.وفي السياق، قال النائب في البرلمان التركي عن حزب "الشعب الجمهوري" بولنت كوشك أوغلو إن "نجاح حزبنا في انتخابات البلدية ببعض المدن الكبرى، يعود في الواقع إلى أن الناخبين في هذه المناطق أكثر تعليماً ووعياً ومعرفة بالشأن الاقتصادي".وأضاف إن "الناخبين كانوا قلقين إزاء التصرفات غير القانونية وغير المتناسبة في مختلف مرافق الدولة ووسائل الإعلام الحكومية، لذلك لم يصوتوا للعدالة والتنمية".بدوره، قال الرئيس المشترك لحزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرطاش في رسالة وجهها لأنصاره، وتحدى فيها أردوغان من سجنه الذي يقبع فيه منذ نحو عامين، "لسنا إرهابيين، ولم نتحالف مع حزب الشعب الجمهوري، ولم نتعاون معه، لكن أنصارنا سيصوتون لهذا الحزب في المدن الكبرى، فقط كي يهزوا عرشك".وأكد الرئيس المشترك الحالي في الحزب سيزاي تميلي أن "الهدف من هذه الانتخابات لم يكن الحصول على مقاعد رؤساء البلديات، بل كسر سطوة العدالة والتنمية عليها"، وهو ما حصل بالفعل.في سياق آخر، تناثرت شظايا نتائج الانتخابات البلدية لتصيب "إخوان مصر" الفارين والمقيمين في تركيا في مقتل.
وقال مراقبون إن ثلاثة سيناريوهات تنتظر "الإخوان" بعد فوز مرشحي المعارضة في إسطنبول وأنقرة، وهي انتقالهم من الإقامة في تلك المدن إلى مدن أخرى مازالت تقبع تحت حكم "العدالة والتنمية"، والثاني هو أن تطلب المعارضة التركية من خلال تواجدها في البرلمان وفي البلديات تعديل السياسات التي مارسها أردوغان باحتضان هؤلاء وتطالب بتفعيل قوانين مكافحة الإرهاب وتسليمهم لبلادهم، في حين أن السيناريو الثالث يتمثل في انتقالهم لدول أخرى.وقال الباحث في الشأن التركي محمد عبدالقادر إن السيناريوهات الثلاثة ستكون مطروحة وبقوة على الطاولة، مضيفاً إن الضغوط ستزيد على أردوغان وحزبه لتسليم "الإخوان" لبلادهم، وبينها مصر، أو القبول بإخراجهم من تركيا إلى بلدان أخرى.وأشار إلى أن الحل الذي قد يكون موقتاً لحين إشعار آخر، هو نقلهم إلى مدن تركية أخرى مازالت خاضعة لـ"العدالة والتنمية".من جانبه، أكد الباحث محمد حامد أن الأحزاب التركية لقنت الحزب الحاكم درساً قاسياً في الانتخابات المحلية، مستغلة تزايد الغضب الشعبي تجاه سياسات أردوغان وحالة الفشل الاقتصادي التي تعاني منه تركيا بسبب تلك السياسات.وقال إن نتائج الانتخابات ستدفع أردوغان لمراجعة خططه وسياساته تجاه ملفات عدة، داخلياً وخارجياً، خشية أن يواجه بمفاجآت صادمة في انتخابات العام 2023.من ناحية ثانية، أعلنت الولايات المتحدة أول من أمس، أنها ستعلق تسليم تركيا كل شحنات المعدات المتعلقة بمقاتلات "أف 35" الأميركية، لثني أنقرة عن الحصول على المنظومة الروسية المضادة للصواريخ "أس 400".وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" اللفتنانت كولونيل مايك أندروز إنه "بانتظار قرار صريح من تركيا بالامتناع عن تسلم نظام إس 400، تم تعليق عمليات التسليم والأنشطة المرتبطة بتفعيل القدرات التشغيلية لطائرات أف 35 في تركيا"، مضيفاً إن "حوارنا مستمر مع تركيا في شأن هذه المسألة المهمة".وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تواصل تحذير تركيا من العواقب السلبية لاستحواذها المعلن لمنظومة أس 400، هذا يعرض للخطر استمرار مشاركة تركيا في برنامج أف 35".وأوضح "نحن نأسف بشدة للوضع الحالي الذي تواجهه شراكتنا المتعلقة بطائرات أف 35، لكن وزارة الدفاع تتخذ تدابير احترازية لحماية الاستثمارات المشتركة في التكنولوجيا الحساسة".