أريام: "مشكلة" حنين للماضي ونظرة للمستقبل

كتب - فالح العنزي:

واحدة من الأصوات النسائية الخليجية اللامعة، مغنية تعرف كيف تختار ما يناسبها من أعمال، بدأت مشوارها منذ فترة ليست قصيرة وتمكنت من تحقيق مكانة جيدة في قلوب الجمهور الخليجي، انها الفنانة الإماراتية أريام، التي ترى أن الأغنية الخليجية بقوالبها المختلفة فرصة حقيقية، حتى يتعرف كل مغن على امكانياته وان مواكبة الأغنية الحديثة بات من الضروريات لكي تظل الاستمرارية قائمة.
تقول أريام: لا يمكن التوقف عند أغنيتنا الخليجية، التي عرفناها في الثمانينات أو السبعينات، الزمن يتطور بشكل متسارع وإن لم نستطع مجاراة ذلك سيفوتنا الركب وحينها سنظل مكانك راوح، لكن ذلك لا يعني بأن نتجاوز حدود القوالب التي صنعتها الأغنية الخليجية منذ ظهورها والتي تعتبر على اختلافها فرص حقيقية للهواة والمطربين من تجربة أصواتهم في القالب، الذي يتناسب مع الموهبة والإمكانية.
ونفت أريام، تراجع الأغنية الخليجية في السنوات الأخيرة، وقالت: ادعاء في غير محله، الأغنية الخليجية مثل أي عالم موسيقي يتطور تدريجيا، فالمسألة ليست تراجعا بقدر ما يوجد البعض ما يزال تعجبه الأغنية بشكلها ومنظورها القديم، هو يراها ويسمعها ويعشقها بذلك القالب مثلما يوجد بعضنا ممن يعشق أغنيات محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وشادية وعبدالحليم حافظ، ويفضل سماعها بأصواتهم على الرغم من وجود أصوات جديدة جبارة قامت بتأدية هذه الأعمال، اذن المسألة ليست تراجعا انما ذائقة تختلف بين فرد وآخر، لذا أغنيتنا الخليجية في أحسن حالاتها ومطربينا يواكبون التطور بشكل جميل.
عن جديدها أوضحت أريام، أنها كانت قد طرحت أغنيتها المنفردة الجديدة "مشكلة"، والتي حققت انتشارا جيدا، وقالت: "هي عمل فني غنائي خفيف، اجتهدت في أن تطرب له الأذن، عمل من دون تصنع أو فذلكة موسيقية، لكن في نفس الوقت يتماشى مع الذوق العام، منذ احترافي الغناء قبل سنوات ومن دون مبالغة أصبح لدي القدرة على معرفة ذائقة المستمعين، الذين يرضيهم العمل الجيد بعيدا عن ضوضاء الموسيقى. وأوضحت: أغنية "المشكلة" من كلمات رضا العبودي، ألحان وتوزيع موسيقي ميثم علاء الدين، وهي تجربتي الجديدة في اللون واللهجة العراقيين، والحمد لله وفقت في اختيار نص غنائي لطيف ولحن جميل يتناسب وقدراتي الغنائية، حيث كان يراودني منذ سنوات تقديم هذا اللون من الفن العراقي، لكن كان هدفي ايجاد نص يتناسب فعلا مع المرحلة الحالية ولا يخرج عن ما هو سائد في الأغنية الدارجة راهناً. ولم تخف الفنانة الإماراتية أريام، رغبتها في تصوير أعمالها فيديو كليب، وقالت: أعتقد أن الفيديو كليب اليوم أصبح وسيلة مساعدة على انتشار الأغنية بينما أصبح لمنصات "السوشيال ميديا" قدرة هائلة على ترويج وتسويق العمل، وبالتالي جميل أن يكون للمطرب توثيق مصور لكن اعتقد بأن نجاح العمل هو من يفرض نفسه.
وأبدت أريام، رغبتها للغناء من جديد في مواجهة جمهورها بعد انحسار جائحة "كورونا"، وقالت: ربما نحن تعاملنا في الإمارات مع الجائحة بشكل أذهل العالم، اليوم يأخذني الحنين من دون مبالغة إلى الحفلات الجماهيرية والوقوف على خشبة المسرح، في حوزتي الكثير من المشروعات الغنائية والحفلات للعام الجديد 2023، كما أستعد لطرح أغنية خاصة بمناسبة رأس السنة واستقبال العام الجديد، حيث اعتدت مشاركة جمهوري في كل المناسبات، خصوصا استقبال عام وتوديع آخر، فليس بالسهولة تفويت هكذا فرصة.
عن طبيعة ما تميل إليه من ألوان غنائية، أكدت الفنانة أريام: لا يمكن تأطير الأغنية في قالب معين، فذلك ليس في صالحها ولا في صالح الفنان، نعم سبق أن ذكرت قبل قليل ان الأذواق تختلف وبالتالي الألوان الغنائية تختلف أيضا ولا يجوز الانتظار والتوقف عند محطة واحدة بينما الجميع يواكب القوالب الجديدة، مع ان الحفاظ على أصالة الأغنية الخليجية وعراقتها يعتبر من المسلمات التي لا يمكن المساس بها انما نحن مطالبون بمواكبة الجديد وعدم الاكتفاء بالنظر إليه.