الأولى
أزمة ألبان وبيض!
الأربعاء 12 أكتوبر 2022
5
السياسة
الأحمد لـ"السياسة": مزارع الألبان مُهددة بالإغلاق ما لم تزد الحكومة الدعمكتب ـ ناجح بلال وعبدالناصر الأسلمي:في موازاة الأزمة السياسية، التي تعيشها البلاد، طفت على السطح خلال الأيام القليلة الماضية ملامح قد تُشكِّل مقدمات أزمة "ألبان وبيض" تُهدِّد الأمن الغذائي، خصوصاً أنها تأتي بالتزامن مع الحرب الروسية- الأوكرانية وفي ظل استمرار وتعقد مشكلة سلاسل الإمداد. فعلى الرغم من القرار (128) الذي اعتمده وزير التجارة والصناعة في حكومة تصريف العاجل فهد الشريعان في سبتمبر الماضي القاضي بحظر تصدير البيض الطازج خلال الفترة من 1 أكتوبر 2022 حتى 21 مايو 2023، تفاجأ المستهلكون قبل أيام بارتفاع أسعار بيض المائدة بنسبة بلغت نحو 25 بالمئة، وصولاً إلى دينار و350 فلساً، في الجمعيات التعاونية ومراكز بيع السلع الاستهلاكية ومحال بيع الدواجن.وفيما عزا نشطاء في مجال حماية المستهلك الارتفاع الأخير إلى زيادة أسعار الأعلاف وتخوف الشركات المنتجة للبيض من عودة انفلونزا الطيور، ولجوء بعضها إلى خفض الإنتاج وتقليل العرض، ترددت معلومات عن عزم وزارة التجارة تشكيل لجنة لبحث أسباب رفع أسعار البيض.وأعربت مصادر مطلعة عن تخوُّفها من أن تشهد الأسواق المزيد من الارتفاع في أسعار البيض وغيره من السلع الغذائية، في ظلِّ استمرار وتعقد الأوضاع دولياً. من جهته، أرجع مستشار الأمن الغذائي محمد الفريح الزيادة إلى تبعات الحرب الروسية- الأوكرانية، التي ساهمت في زيادة أسعار الأعلاف بنسب عالية جداً لافتاً إلى أن كيس اليوريا كان يباع بدينارين وصل سعره حاليا إلى 18 ديناراً، فضلاً عن تضاعف سعر الصويا مرتفعاً من 450 دولاراً للطن إلى 900 دولار. في الوقت ذاته، قرع رئيس اتحاد منتجي الألبان الطازجة عبدالحكيم الأحمد الجرس للتحذير من تداعيات سوء أوضاع منتجي الألبان على الأمن الغذائي للبلاد.وقال الأحمد لـ"السياسة": إن أوضاع مربي الأبقار لا تسر؛ نظراً لعدم وجود دعم كافٍ من الدولة، مؤكداً أنَّ كلفة إنتاج اللتر الواحد من الحليب تبلغ 300 فلس، تدعمه الدولة بما لا يتجاوز 210 فلوس، ما يعني خسارة حقيقية لمنتجي الألبان تضعهم في خطر محدق.وأوضح أن هناك 46 مزرعة منتجة، بينها عدد مهدد بالإغلاق ما لم تتدارك الحكومة خطورة الوضع وتزيد الدعم للمزارع في منطقة الصليبية الزراعية، مؤكداً أن هناك ثلاث مزارع اغلقت بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الظروف المادية غير المستقرة للمزارعين وتعثرهم المالي نتيجة الخسائر التي يتكبدونها جراء زيادة كلفة إنتاج الألبان والحليب ومشتقاتهما مقابل ضعف المردود المادي لهم. وأكد الأحمد أن الإنتاج الحالي للألبان لا يفي بحاجة السوق، مبينا أن مجلس إدارة اتحاد منتجي الألبان ناقش هذا الوضع غير المستقر مع منظومة الأمن الغذائي وبعض الجهات المعنية في الدولة لتجنب أي خسائر، لافتا الى ان الوضع ازداد سوءاً بنفوق 1500 رأس من البقر من إجمالي 25 الفا يملكها الاتحاد.وأضاف: لا يمكن حالياً شراء أي أبقار بسبب ارتفاع أسعارها ووصول سعر الرأس الواحدة الى 1500 دينار بعدما كانت بـ750 دينارا ما جعل الانتاج العام يهبط من 200 طن يوميا إلى 100 طن فقط، متوقعا انخفاض الانتاج الى اقل من ذلك إذا لم يتم تدارك الوضع.وشدد الاحمد على ضرورة تسريع اتخاذ القرارات الخاصة بزيادة الانتاج المحلي من الألبان، محذرا من ان تخلي الدولة عن دعم المنتج الوطني سيعرض الأمن الغذائي للخطر.