الأحد 08 يونيو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

أزمة تشكيل الحكومة تتصاعد ومسيرات الغضب تدق أبواب البرلمان

Time
الأحد 19 يناير 2020
View
5
السياسة
* الراعي لمعرقلي تشكيل الحكومة: تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى في الحمرا ووسط بيروت
* الحريري: توقفوا عن هدر الوقت وشكلوا الحكومة... وافتحوا الأبواب للحلول السياسية
* المشنوق: انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة وإلا سيجد "صهر الرئاسة" الدماء على يديه
* "الثنائي الشيعي" يسعى لتوسيع الحكومة الى 20 وزيراً لحل عقدة تمثيل "المردة" و"القومي"


بيروت ـ"السياسة" :

في مؤشر بالغ الدلالات، انتقل الثوار في لبنان إلى المرحلة الثانية من ثورتهم، على طريق رفع مستوى احتجاجاتهم، لليوم الثاني، أمس في وسط بيروت، حيث اعتصموا رغم رداءة الطقس، أمام بوابات مجلس النواب المحصنة، بما يوجع السلطة ويربك حساباتها، بالنظر إلى التطورات الميدانية التي شهدها وسط العاصمة اللبنانية في الساعات الماضية، رفضاً لسياسة المماطلة التي تستخدمها السلطة في عملية تأليف الحكومة، حيث أن الخلافات بين الفريق الواحد لا زالت تؤخر الولادة الحكومية فيما البلد يغرق في بحر أزماته المتفاقمة، ووسط غياب أدنى حس بالمسؤولية لدى الطبقة الحاكمة تؤجج بممارساتها نار الفتنة بين اللبنانيين، وتزيد بتهورها وتقاعسها حجم المخاوف على مستقبل البلد، بعد عجزها الفاضح عن الاستجابة لمتطلبات الثوار الذين نزلوا إلى الساحات منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.
وكان استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند الخامسة من عصر أمس في قصر بعبدا، الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب، وعرض معه التطورات الراهنة والمستجدات في الشأن الحكومي في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة.
وبعد الاجتماع، غادر دياب قصر بعبدا، من دون الادلاء بأي تصريح، متوجها إلى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأفادت معلومات بأن الرئس المكلف حسان دياب رفض صيغة الـ20 وزيرا وحسم الحكومة على الـ18 وزيرا.
وفي موقف أممي، مستاء من التأخير في تأليف الحكومة، غرد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، عبر "تويتر"، على أحداث التخريب والشغب التي وقعت ليل السبت في بيروت، وكتب: "يوم آخر بدون حكومة، ليلة أخرى من العنف والمصادمات".
ورداً على ما شهده وسط بيروت من أحداث، هي الأعنف منذ بدء الثورة، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، في بيان عن مكتبه الاعلامي: "خفنا على بيروت البارحة لكنها لملمت كعادتها جراح ابنائها من قوى الأمن والمتظاهرين ومسحت عن وجهها آثار الغضب والشغب ودخان الحرائق... نسأل الله ان يمن على كل المصابين بالشفاء والسلامة وأن يجنب بلدنا خطر الوقوع في الفتن".
وأضاف: "هناك طريق لتهدئة العاصفة الشعبية، وهو أن تتوقفوا عن هدر الوقت وتشكلوا الحكومة وتفتحوا الباب للحلول السياسية والاقتصادية، لأن بقاء الجيش والقوى الأمنية والمتظاهرين في حالة مواجهة هو دوران في المشكلة وليس حلاً".
وتوجه الحريري "بكلمة إلى اهلي في طرابلس والشمال، يعز عليّ ان يقال انه تم استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف، لكنني أعلم ان كرامة بيروت أمانة رفيق الحريري عندكم وانتم خط الدفاع عن سلامتها وضمير التحركات الشعبية ووجهها الطيب... احذروا رفاق السوء وراقبوا ما يقوله الشامتون بتخريب العاصمة".
من جهته، وجه النائب نهاد المشنوق تحية تقدير وإكبار إلى عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.
وتعليقاً على أحداث وسط بيروت، اعتبر المشنوق في بيان، أن "المشهد كان موجعاً، حيث رأينا فقراء، يتقاتلون مع فقراء، غاضبون ومفلسون يتضاربون مع غاضبين ومفلسين مثلهم، فيما مسبّبو الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية يكملون مسلسل تشكيل الحكومة، بأموال اللبنانين، التي تنزف مع كلّ تأخير في التشكيل".
وقال : "الغريب إنه إذا كان المتظاهرون يمثلون شعب لبنان الغاضب والمعترض، في واحدة من أكثر اللحظات صدقا ونزاهة في تاريخ لبنان، فقوى الأمن ليست المسؤولة عن انحراف الطبقة السياسية، ولا عن الأزمة النقدية، ولا عن تأخير تشكيل الحكومة، وليست هي ولا الجيش من أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه".
وتساءل المشنوق: "ألم يلاحظ أحدٌ من المسؤولين، وأوّلهم رئيس الجمهورية، أنّ الصورة انتقلت من الشارع إلى المستشفيات التي تعجّ بالجرحى، مواطنين وعناصرَ أمنية، وأنّ عددهم زاد عن 400 بحسب المصادر الطبية؟، ألم ينتبه الثوّار إلى أنّ السؤال والجواب على أسئلتهم هو في بعبدا وليس في وسط بيروت؟".
وأضاف : "ألم يلاحظوا أنّ عناصر من أمن مجلس النوّاب بلغ بهم التهوّر حدّ كسر المحرّمات باقتحام مسجد محمد الأمين، الذي بناه الشهيد رفيق الحريري، للاعتداء على المحتمين بداخله؟ في وقت يراقب البيارتة من منازلهم... إلا من أضاء منهم بحضوره الواجبات الوطنية للمدينة الأم".
ورأى المشنوق أن "الحلّ الوحيد المؤقّت المتاح لجميع القوى السياسية هو دعم تشكيل حكومة تكنوقراط لا تشبه ما سبق من حكومة أخذ فيها التيار الوطني الثلث المعطّل، والذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكّرة تنهي مرحلة تحطيم الوفاق وتدمير التوازن وتفجير الاستقرار في لبنان"، معتبراً أن "حكومة تكنوقراط تفتح الباب لاحقاً أمام قانون انتخابيّ عاقل وانتخابات نيابية مبكّرة، لأنّ ما وصلنا إليه سببه قانون الانتخاب الذي جرت على أساسه الانتخابات الماضية".
وقال: "الحديث مؤجّل عمّن أقرّ عرف الثلث المعطّل، المخالف للاستقرار الوطني، وها هو التيار نفسه الآن لا يعترف بالشعب ولا بمطالبه، ويعتبر ما حصل عليه سابقاً هو حقّ مكتسب له"، لافتاً الى ان "هذا الزمن انتهى في الشارع، وفي بعبدا، ولن تكون هناك حكومة كسابقاتها في السراي".
واعتبر أنه "إذا كان الدم في الشارع هو الثمن للاعتراف بالوقائع فسيجد صهر الرئاسة دم اللبنانيين على يديه خلال أسبوع... وعندها لن ينفع الندم".
توازيا، علم أن المساعي التي يبذلها الثنائي الشيعي والقوى الاخرى تشهد زخما جديدا سواء في ما يتعلق بحجم الحكومة وعدد الوزراء أو الحقائب، وأكدت المعلومات أن الثنائي الشيعي سيسعى لاقناع الرئيس المكلف حسان دياب بتوسيع الحكومة الى عشرين وزيرا لحل عقدة تمثيل المردة والقومي.
وشددت على أن الثنائي الشيعي يحرص على ان يكون الجميع ممثلا في الحكومة وان تكون جامعة وخصوصًا الحلفاء منهم.
وأكدت أن ما من ثلث معطلاً في حكومة دياب، وأن الوزير جبران باسيل لا يسعى للحصول على هذا الثلث انما يطلب ان يتم التعاطي مع التمثيل المسيحي كما تم التعاطي مع الثنائي الشيعي.
إلى ذلك، استمرت بكركي في إطلاق المواقف المنددة بتأخير ولادة الحكومة الجديدة، حيث اعتبر البطريرك بشارة الراعي خلال عظة الأحد، أنه "لو كان عند المسؤولين في لبنان ذرَّةً من الإنسانيَّة، وخصوصاً الذين يُعرقلون تشكيل حكومةٍ يُطالِبُ بها الشُّبَّان والشَّابَّات منذ ثلاثةٍ وتسعين يومًا على الطُّرُقات وفي السَّاحات، في كل المناطق اللُّبنانيَّة، متحمِّلين الصَّقيع والمطر، مضحِّين براحتهم وصحَّتهم، لَسَارَعُوا منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال وتكليف رئيسٍ جديد، إلى تشكيل حكومة إنقاذٍ مصغَّرة، مؤلَّفة من أخصَّائيِّين معروفين، مستقلِّين عن الأحزاب".
وقال: "عليكم أيُّها المعرقِلُون تشكيل الحكومة، كما يُريدُها الشّعب والرَّئيس المكلَّف، تقع مسؤوليَّة مواجهة الانتفاضة الشَّبابيَّة الحضاريَّة أصلاً بثوَّارٍ خرجوا بالعصي والحجارة لمواجهتهم، ولتكسير واجهات المصارف والمتاجر العامَّة، ولرشق قوى الأمن بالحجارة أنتم تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى في شارع الحمرا، وفي العاصمة بيروت".
وإذا دان البطريرك أشد ادانة هذه الاعمال لانها "ليست من قيمنا وعاداتنا وشيمنا اللبنانية، وندين من وراءها"، فإنه وجه أربعة نداءات، وهي : إلى الدَّولة، نطالبها بعدم الاستهتار بالثَّورة الشَّبابيَّة ومطالبتها بحكومة إنقاذٍ، لئلاَّ تتحوَّل من إيجابيَّةٍ إلى سلبيَّةٍ، وإلى المعنيِّين بتشكيل الحكومة، وفي طليعتهم الرَّئيس المكلَّف ورئيس الجمهوريَّة وفقًا للدُّستور، لجعلها حكومة طوارئ تُنقِذ البلاد والعباد، لا حكومة محاصصة، لئلاَّ تفشل مثل سابقتها، وإلى الجيش وقوى الأمن الدَّاخليّ الذين نقدِّر تعبهم وانتشارهم على جميع المناطق اللُّبنانيَّة، لبذل المزيد من الجهود لحفظ الأمن في داخل المدن ومنع التَّصادم بين المواطنين، وإلى المجتمع الدَّوليّ، للبحث جدِّيًّا في قضيَّة لبنان، لكونه صاحب دورٍ بنَّاءٍ في منطقة الشَّرق الأوسط، بفضل ميزاته وخصائصه الفريدة.
وقضائياً، أعطى المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات إشارة الى الجهات المعنية بتخلية موقوفي الأحداث التي وقعت ليل السبت في وسط العاصمة، بإستثناء من في حقه مذكرات قضائية بجرائم أخرى .
وبلغ عدد الموقوفين 34 غالبيتهم في ثكنة الحلو، إضافة الى موقوفين في ثكنتي ميناء الحصن والرملة البيضاء.
واطلع نقيب المحامين ملحم خلف، من خلال مجموعة من المحامين الذين تفقدوا الموقوفين في أماكن حجزهم، على ظروفهم والإجراءات المواكبة لتخليتهم، كما تفقد محامون آخرون موقوفين تتم معالجتهم في المستشفيات.
وبعد الاحداث الدامية التي شهدها وسط بيروت يوم السبت، كتبت الامينة العامة لحزب سبعة الاعلامية غادة عيد في منشور على صفحتها عبر "فيسبوك"، "ستلّم الثورة جرحاها، ستقف امام المعتقلات لتحرير اسراها وستستكمل مسيرتها، ضد فاسدين ضد عاهرين ضد مجرمين سرقوا نهبوا حتى الثمالة ولم يشبعوا بعد".
واضافت، "قافلة الثورة تسير... والكلاب الجائعة الى السلطة والمال تعوي...يقتلون ...نقوى بشهدائنا يجرحون ...يشتد عودنا يقمعون يزداد غضبنا محاولاتهم للبقاء على مقاعدكم المخّلعة...يائسة، سيقعون عنها لا محالة".
وتابعت عيد، "اسألوا ماذا اقترف فسادهم ...وصدقوني ان ردود الافعال في الثورة لم تصل بعد الى ما يستحقوه".


المتظاهرون يعتصمون في سلمية ويواجهون قوى الأمن قبيل تجدد الاشتباكات في ساحات مجلس النواب أمس (أب)



السنيورة: نرفض انزلاق التظاهرات الى العنف والحل بحكومة موثوقة بأعضائها وأهدافها

بيروت - "السياسة": ندد الرئيس فؤاد السنيورة بـ"انزلاق التظاهرات الشبابية الى استخدام العنف كما جرى أمس في الوسط التجاري وقبله في شوارع الحمرا وكورنيش المزرعة"، معتبرا، انه
"من واجب كل القوى الوطنية ان تحرص على هذه الانتفاضة وطابعها السلمي، والتزامها بالتقدم نحو هدفها النبيل.
لان انحرافها عن أهدافها ووسائلها السلمية يجر لبنان واللبنانيين الى اتون خرجوا منه ولا يريدون العودة اليه".
وقال السنيورة: "المؤسف ان المواجهة تتم بين أبناء البيت الواحد وأصحاب القضية الواحدة، بين مواطنين يطالبون بحقوق، وجنود من قوى الامن يقومون بواجبهم، وهم أصحاب بيئة وعائلة واحدة ومطالب واحدة"، داعيا "المسؤولين للخروج من ترف المناورات الى تشكيل حكومة تحظى بثقة الناس للخروج من الحفرة التي وقعت فيها البلاد لان استمرار التأخير في انجاز الحكومة المطلوبة يزيد الغضب والنزوع الى العنف المرفوض"، معتبرا ان "الحل السياسي عبر حكومة موثوق بأعضائها وبأهدافها وبرامج عملها وهو الحل ولا حل غيره وهذا مسؤوليته معروفة على من تقع مسؤولية تحقيق ذلك".

جنبلاط : بيروت لا تستأهل هذه المعاملة

بيروت ـ"السياسة": قال رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، : "لا تستأهل بيروت من الحمرا إلى مار إلياس الى وسط المدينة هذه المعاملة التي فيها شبه تدمير لها".
واضاف جنبلاط، على تويتر، "وحده الحوار بين القوى السياسية يجب ان يسود ايا كان الخلاف، ونعم للتظاهر السلمي كما كان ايام الحراك الاول، ولا للعنف من اية جهة، وتذكروا ان رجل الأمن من الشعب يعاني مثله ".

قائد الجيش يشيد باحترافية قوى الأمن في القيادة والسيطرة

بيروت ـ"السياسة": أشاد قائد الجيش قائد الجيش العماد جوزاف عون، بـ"الجهوزية لدى قيادة قوى الأمن الداخلي والاحترافية في القيادة والسيطرة"، منوهًا بـ"أعمال جميع الأجهزة العسكرية والأمنية خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد"، مقدّرا "التضحيات الجسام التي يقدمونها في سبيل الحفاظ على أمن المواطنين والاستقرار".
وأكد العماد عون، "البقاء على المتابعة والتنسيق لصالح استتباب الأمن وحفظ النظام وعدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة".
وكانت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، أعلنت عن زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون، أمس، ثكنة الحلو، وكان في استقباله المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وقائد وحدة شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، وذلك للاطلاع على الإجراءات العملية والتدابير الميدانية التي تتبعها قوى الأمن الداخلي أثناء المظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب . واضاف البيان، "أطلع اللواء عثمان، العماد عون، على الأوامر التي تعطى أثناء عمليات حفظ الأمن والنظام لحماية المتظاهرين، وتدرّجها وفقا لتطوّر أحداث الشغب والعنف على الأملاك العامة والخاصة والتعدي على عناصر قوى الأمن الداخلي".
آخر الأخبار