أزمة منتصف العمر!

د. خالد عايد الجنفاوي

أزمة منتصف العمر ليست حالة نفسية مرضية، ولكنها مرحلة عمرية انتقاليّة تمهد لما سيأتي بعدها من تحولات سلوكية مُفَاجِئة أحيانًا، وتحدث بشكل نسبي بين سن الخامسة والثلاثين إلى الخمسين، وتتميّز هذه المرحلة الحرجة ببروز أعراض معينة.
ويجدر بالإنسان العاقل رجلاً كان أم امرأة أن يقبلوا برحابة صدر مرورهم الطبيعي بهذه المرحلة الصعبة أحيانًا، والسهلة والانسيابية أحيانًا أخرى، ومن بعض النتائج الإيجابية والأعراض السلبية لأزمة منتصف العمر، وكيفية التعامل معها بشكل فَعَّال ما يلي:
-تختلف ماهية أزمة منتصف العمر بحسب الطبيعة الثقافية والسلوكية والفكرية للمجتمع الذي ينتمي إليه الانسان، فثمة أشخاص يمرون في هذه المرحلة قبل وصولهم لسن الخمسين، وآخرون متأخرًا.
-أسوأ أعراض أزمة منتصف العمر تتمثل في بعض التالي: الشعور بالملل من الحياة، واللامبالاة تجاه الأولويات والأهداف الشخصية، ولوم الآخرين، والشعور اليائس بفقدان القدرة على التحكم بمصير الحياة الشخصية.
-يشعر بعض من يمرون في أزمة منتصف العمر بأنهم يرغبون في العودة إلى مرحلة طفولتهم أو شبابهم بسبب شعورهم بالتوق لما يتخيلون أنه كان ماضيًا آمنًا وسعيدًا بالنسبة لهم.
-احدى وسائل تجاوز الآثار السلبية لأزمة منتصف العمر هي اعتبارها مرحلة عمرية مختلفة تتطلب التجديد الإيجابي في الأفكار والتطلعّات والأولويات.
-إذا لاحظت أنّ أحد الأشخاص من تجاوز الأربعين أو الخمسين بدأ يقوم بتصرفات غريبة أو غير اعتيادية، فثمة احتمال كبير بأنه يمر بأزمة منتصف العمر.
-يقوم بعض من يمرون بأزمة منتصف العمر بمقارنة أنفسهم بالآخرين الذين يعتقدون أنهم أكثر نجاحًا وتميزًا منهم، ويتولد أحيانًا عن هذا التفكير النرجسي الشعور بالغيرة الشديدة وشبه الصبيانية من الآخرين.
-الشخص غير المتوائم بشكل مناسب مع مرحلة منتصف العمر، ربما يميل نحو القيام بتصرفات مستهجنة أخلاقًياً ونفسيًا لشعوره باللامبالاة بالقيم الأخلاقية.
-يوجد في كل المجتمعات مراهق في الأربعين وفي الخمسين وفي الستين وفي السبعين وفي الثمانين من العمر.
-كثرة الجدل واختلاق المشاكل مع الشريك الآخر في الحياة الزوجية والانتقاد المشخصن للأبناء وللبنات وللأخوة وللأخوات دلائل على فشل في التكيّف مع مرحلة منتصف العمر.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi