"أسبوع غزاوي"… كوميديا سوداء في حفل افتتاح "عمّان السينمائي"

الدورة الرابعة من المهرجان تعرض عشرات الأفلام تحت شعار "حكايات وبدايات"

بدأت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أول فيلم، بحضور أكثر من 120 ضيفاً من صُنّاع الأفلام تحت شعار "حكايات وبدايات".
واستعرضت رئيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام رئيسة المهرجان الأميرة ريم علي، في كلمتها بدايات السينما العربية وأول أفلامها الشهيرة، قائلة "بدايات السينما العربية حفلت بالكثير من الحكايات المتنوعة والغنية كتنوع العالم العربي، وروت كثيراً من حكايات الناس التي تعكس همومنا وهواجسنا وأفراحنا واهتماماتنا وتكشف تجارب الناس ومشاعرهم".
وأشارت الأميرة ريم، إلى أن هذه الدورة تأتي في وقت يهتز فيه عالـم الثقافة والفن في أنحاءِ العالـم بسبب انتشار الذكاء الاصطناعي، والقضايا الأَخلاقية التي يثيـرها، لافتة إلى أن "الذكاء الاصطناعي يستمد معلوماته من المحتوى الموجود بشبكة الانترنت، وهذا المحتوى لا يزال غربياً في مجمله".
ودعت إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز رواد الحكاية السينمائية وليس استبدالهم، وعبرت عن أملها في سماع الأصوات الجديدة التي ستروي حكايات الناس في العقود المقبلة.
وتحدثت الأميرة ريم علي، عن "حركة سينمائية جيدة وتأثير متزايد في السنوات الأخيرة والهيئة الملكية أعطت دفعة لصناع الأفلام"، مؤكدة "وجود تحسن في جودة الأفلام"
وشهد حفل الافتتاح الذي قدمته المطربة زين عوض، حفلا موسيقيا تضمن أغاني من التراث العربي، ثم عرض الفيلم الفلسطيني "أسبوع غزاوي" للمخرج باسل خليل، والذي تدور أحداثه في إطار من الكوميديا السوداء، خلال تفشي فيروس فتاك في إسرائيل، فيحاول صحافي بريطاني رفقة صديقته الهروب إلى غزة الأكثر أمانًا، وقد حصد الفيلم، جائزة فيبريسكي في مهرجان تورونتو السينمائي، وتم تصويره جزئياً في الأردن.
وتعرض الدورة الرابعة المستمرة حتى 22 الجاري، 65 فيلماً متنوعاً بين روائي ووثائقي من 19 دولة، منها الفيلم العراقي "جنائن معلقة" للمخرج أحمد ياسين الدراجي، الجزائري "الأخيرة" إخراج عديلا بنديمراد ودامين اونوري، اللبناني "أرض الوهم" إخراج كارلوس شاهين، التونسي "أشكال" إخراج يوسف الشابي، المصري "جحر الفئران" إخراج محمد السمان، بجانب أنشطة مخصصة للمهنيين في السينما من مخرجين وممثلين ومنتجين ومحترفين دوليين.
ويسلط المهرجان، الضوء على السينما الأردنية من خلال "إضاءة على الأفلام الأردنية القصيرة"، حيث ستعرض أفلام قصيرة من إخراج أردنيين من ذوي الخبرة، وفق موقع "الشرق".
وتتضمن فعاليات المهرجان، العديد من الجلسات الحوارية ومحاضرات، أبرزها ماستر كلاس التمثيل للفنانين جورج خباز وعفاف بن محمود، وماستر كلاس الإخراج حوار مع المخرج يسري نصر الله بإدارة جيهان الطاهري.
ويناقش المهرجان، في أكثر من جلسة أثر الذكاء الاصطناعي على صناعة الأفلام، وتلاقي الإبداع مع التكنولوجيا، وكذلك العوامل الأخلاقية في صناعة الأفلام الوثائقية، فضلاً عن استخدام المنصة السينمائية لتغيير الرؤية العالمية عن فلسطين.
وتتنافس الأفلام على جائزة "السوسنة السوداء" في أقسامها الأربعة، ثلاثة منها تمنحها لجان التحكيم هي أفضل فيلم عربي روائي طويل، أفضل فيلم عربي وثائقي طويل، أفضل فيلم عربي قصير، بالإضافة إلى جائزة الجمهور المخصصة لقسم "الأفلام غير العربية".
وتضم لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة، كلا من الإسباني أندريس فيسنتي غوميز، الفنان إياد نصار، الفنانة بشرى، والمخرجة رجاء عماري.
أما لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة، فتضم المخرجة الألمانية اللبنانية مونيكا بورغمان، إياد حمام، نزار عنداري، فيما تضم لجنة تحكيم الفيلم القصير، كل من الفنانة التونسية عفاف بن محمود، دارين سلام، ويمنى مروان.
من جهتها، قالت مديرة مهرجان عمّان السينمائي الدولي ندى الدوماني، إنّ: "المهرجان يشهد نمواً وتطوراً كبيراً مع الوقت، إذ نجح في تعزيز مكانته كمساحة تحتفي بالمواهب الجديدة، بلغة سردية عالمية تحرّك المشاعر وتحفّز على النقاشات".
ودعت الجمهور للحضور والتفاعل مع العروض والورش والندوات، خصوصا أن الأفلام المشاركة لن تُعرض تجارياً في دور العرض بالأردن فيما بعد، موضحة: "هذه فرصة للاطلاع على التجارب السينمائية الأولى لعدد من المخرجين وكُتاب السيناريو".
فيما قالت مديرة قسم برمجة الأفلام، عريب زعيتر، إنّ: "المهرجان يواصل الاحتفاء بأصحاب المواهب من صانعي الأفلام وأعمالهم الأولى في قطاع السينما، حيث تقدم المجموعة المختارة من الأفلام هذا العام نافذة حيوية لتأخذ الجمهور في رحلة نحو عوالم أخّاذة من وحي خيال صانعيها معززة بخليط من الروايات المتنوعة والقصص المبتكرة".