كل الآراء
أسد عليّ وفي الحروب دَجاجة
الاثنين 04 مايو 2020
90
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويقال الشاعر عِمْران بن حِطَّان معيراً الحجاج بسبب هروبه من أحد المعارك:أسد عليّ وفي الحروب نعامة *** ربداء تجفل من صفير الصافرهلا برزت إلى غزالة في الوغى*** بل كان قلبك في جناحي طائر، وهووصف ينطبق أحياناً كثيرة على أولئك الاشخاص الجبناء ممن يتغطرسون على من هم أضعف منهم، ويجبنون عن مقابلة من هوند لهم، وربما يقابل بعضنا في حياتنا الخاصة أوالعامة ذلك النوع من الاشخاص المتناقضين في أقوالهم وسلوكياتهم، ولا سيما من يحاولون فرض تجبرهم وغطرستهم على من هوضعيف، ويهابون، وربما يفرون خوفاً ممن هوقوي وشديد البأس، ولسان حال ضحايا هؤلاء المتنمرين الجبناء هوالتالي: فلان ربداء تجفل من صفير الصافر، وتشير الربداء في هذا السياق إما إلى النعامة أوإلى الشاه، وهي صفة ذلك الجبان المتغطرس المُسْتَقْوي على الضعفاء، وبخاصة من يستقوي على الضعفاء ويجبن أمام الاقوياء، ويمارس تعجرفه على من لا يستطيع الدفاع عن نفسه. ومن بعض صفات نعامة الحروب ما يلي:-يتصف نعامة الحروب بميله نحوالتعجرف والتغطرس على كل من يضعهم حظهم التعيس تحت سطوته، لأي سبب من الاسباب، وستراه في الوقت نفسه جباناً ورعديداً أمام الانسان الشجاع.-أسوأ أنواع دجاجات الحروب هم أؤلئك النفر السيئ في الحياة الخاصة أوالعامة، من يمتلكون حق الوصاية الأخلاقية على الآخرين، فهم أسوأ الاولياء وأفشل الأوصياء وأخسر القيمين.-يعاني نعامة الحروب من عقد نقص ودونية مترسخة ستدفعه إلى التنمر والتغطرس على من هم أضعف منه، والجبن والهرب ممن يعرف في قرار نفسه أنه لم ولن يقدر أوسيتجرأ عليهم.-يتصف دجاجة الحروب بتضخم شخصيته بشكل مبالغ للغاية، حتى يتصور الآخرون أنهم أمام إنسان شجاع ومقدام، بينما هوفي الحقيقة ظاهرة صوتية وذات نرجسية منتفخة فقط لا غير.-أغلب نعامات الحروب شخصيات سيكوباتية ومضطربة ومتناقضة للغاية.-من شبّ على التنمر، شاب على التبختر والتغطرس والجبن في الوقت نفسه.-المتغطرس جبان أمام شهواته ودوافعه وميوله الغريزية البهيمية.-إظهار الجبن والشجاعة اختيارات شخصية حرة.كاتب كويتي