الخميس 03 أكتوبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

أسرة واحدة

Time
الثلاثاء 11 يوليو 2023
View
8
السياسة
طلال السعيد

يرددون ويتشدقون حين لا يكون لديهم ما يشغلهم بقولهم اننا اسرة واحدة، وان الكويت هي طائفتنا وقبيلتنا وعائلتنا الكبيرة، ونصدقهم، ثم ما نلبث ان نرى عنصريتهم تطل علينا بوجهها القبيح، وكأنهم يؤصلون الانتماء القبلي والطائفي، وباقي الانتماءات في نفوس النشء، وبالنتيجة الخسارة وطنية!
نتائج القبول في كلية ضباط الشرطة التي ظهرت في الامس القريب، ونشرت، وتم تقسيم النتيجة تقسيما الله وحده هو الذي يعلم من هو صاحب المصلحة في بذلك التقسيم، لكنه ومن دون شك عدو لنفسه وللوطن، فقد قسم المقبولين وفق القبيلة والانتماء، فتجد احصائية منشورة، وبالتفصيل الممل، توزع المقبولين الى حضر وبدو، والبدو انفسهم تحولوا شعوبا وقبائل، ولم يتبق الا الفخذ من القبيلة لم يتم ذكره!
فما الذي يريده هؤلاء منا ومن بلدنا الكويت، وما هي مصلحتهم من وراء تقسيم المقبولين بهذه الطريقة؟
هل يرون في الطالب المقبول ممثلا للقبيلة او الطائفة، أم يرونه مواطنا كويتيا جاء لخدمة وطنه ومواطنيه، بما يرضي الله سبحانه، بعيدا عن العنصرية، والتحزب، واستغلال الوظيفة لصالح الانتماء غير الوطني؟
مشكلتنا في وسائل التواصل الاجتماعي ومستخدميها، ومشكلة الـ"سوشال ميديا" انها بايد غير امينة، وان الرقابة عليها سطحية لا تتعمق بما يكتب فيها، والا هل من المعقول ان يترك حرا طليقا من قسم مجتمعنا بهذه الطريقة الشاذة المريبة، التي هدفها ضرب الوحدة الوطنية، ونحن بالاساس فينا ما يكفينا من ظهور الولاءات الفرعية التي طغت على الولاء الوطني، الى درجة اصبح معها من يدخل وزارة خدمات لانجاز معاملة يبحث عن ابن القبيلة او الطائفة لينجز له معاملته؟
احدهم يقول لا تشره على الداخلية، فهي ترى في الحفلات والافراح اعلاما ترفع غير علمنا الوطني على رؤوس الاشهاد، ولا تحرك ساكنا، ولا تجرم من يرفع تلك الاعلام، فكيف تريد منها ان تحاسب من نشر تلك التقسيمات؟
خافوا الله في وطنكم، واعملوا جاهدين، كل من ناحيته لتجسيد الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة والتفرق، ومن يشذ حاسبوه حسابا عسيرا، فهل يجرؤ احدهم ان يرفع علما مخالفا في السعودية؟
نحن ليس لنا سوى هذا الوطن العزيز، وقد جربنا مرارة البعد عنه سبعة اشهر، كانت كأنها دهر كامل، فلم تنفعنا انتماءاتنا، ولا طوائفنا، ولا قبائلنا حين احتل وطننا، وبكينا دما على فراقه، وانتظرنا على احر من الجمر عودتنا الى حضنه وترابه الطاهر، ثم الان نسينا كل ذلك مع الاسف الشديد...زين.
آخر الأخبار