أسعار النفط تقفز 3 % مع اقتراب الاتفاق على تمديد خفض الإنتاج

كتب - عبدالله عثمان ورويترز:


قفزت أسعارالنفط امس نحو 3 بالمئة مبتعدة أكثر عن أدنى مستوى في 5 أشهر الذي سجلته هذا الأسبوع، بعد أن قالت السعودية إن أوبك تقترب من الاتفاق على تمديد خفض الإنتاج لما بعد يونيو ومع صعود الأسهم الأميركية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.62 دولار بما يعادل 2.6 بالمئة، ليتحدد سعر التسوية عند 63.29 دولار للبرميل. وأغلق الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط على 53.99 دولار للبرميل، مرتفعا 1.40 دولار أو 2.7 بالمئة.
إلى ذلك قال وزير الطاقة السعودي المهندس، خالد الفالح: إن الأسابيع الثلاثة الماضية لم تكن جيدة لأسواق النفط. وأضاف الفالح: من غير المقبول العودة لأوضاع سوق النفط في 2015.
وأبلغ الفالح مؤتمرا في روسيا أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها سيمددون تخفيضات إنتاج النفط.
وقال إنه في حين تقترب أوبك من إبرام اتفاق، فإن هناك حاجة لمزيد من المحادثات مع الدول غير الأعضاء في المنظمة المشاركة في الاتفاق القاضي بخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا والذي ينتهي بنهاية الشهر الجاري.
وتدعمت أسعار النفط أيضا بصعود في أسواق الأسهم بعد تباطؤ حاد في نمو الوظائف الأميركية، ما عزز الآمال في أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة. إلى ذلك تضغط الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على الاقتصاد العالمي وتشكل هواجس لدى كثير من المحللين نحو ركود اقتصادي كبير تتجه إليه غالبية الأسواق، لاسيما النفط بداعي الخوف من نقص المعروض الذي يخيم على الأسواق.
ويرى المحلل النفطي محمد الشطي، إن هذا التصعيد أدى بالفعل إلى تباطؤ في عدد من اقتصادات البلدان الآسيوية ما شجع صندوق النقد الدولي لخفض توقعاته لأداء الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن هيئات اقتصادية توصلت إلى فرضيات وسيناريوهات حول تأثير حدوث ركود اقتصادي عالمي سيلقي بظلاله مع استمرار هذه الحرب، كما أن التوقعات الحالية تدور حول خفض في معدل الطلب العالمي على النفط بمقدار ٣٠٠ ألف برميل يوميا خلال ٢٠١٩، وهو ما بدا واضحا خلال الأيام الماضية، في حين هناك من يعتقد بعودة المصافي للتشغيل وارتفاع الطلب على النفط خلال الفتره المقبلة.
وأوضح أن الانتاج الأميركي من النفط في ارتفاع مقابل ضعف في هوامش أرباح المصافي مع تراجع الطلب، فيما ارتفعت الصادرات الأميركية من النفط وتراجع وارداتها، الأمر الذي أسهم في استمرار ارتفاع المخزون النفطي لثلاثة أسابيع متتالية وكذلك بناء في المخزون الستراتيجي في الصين والهند.
واعتبر الشطي أن السوق النفطية "هشة" بفعل التطورات الجيوسياسية وعدم وجود مؤشرات واضحة خلال الفترة الراهنة، لافتا إلى أن المحصلة النهائية تكمن في اختلال ميزان الطلب والعرض مع ضغوط على أسعار النفط وهبوطها إلى ما دون ٦٠ دولاراً للبرميل قبل أن يتعافى.
وقال: إن انتاج ايران في انخفاض بينما انتاج ليبيا والى حد ما فنزويلا في تعاف ولذلك هناك انطباع بوجود كفاية في المعروض في السوق، مضيفا ان ذلك يعطي مؤشرا ايجابيا على المدى البعيد، منوها بأن مستويات اسعار نفط خام الاشارة برنت تتحرك ضمن ٦٠ - ٧٥ دولاراً للبرميل خلال الأشهر المقبلة.