الجمعة 25 أبريل 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أسماء بنت أبي بكر... بشرها النبي بـ "نطاقين" في الجنة

Time
الثلاثاء 04 مايو 2021
View
60
السياسة
صحابيات في الإسلام

إعداد- ريندا حامد:

أسماء بنت أبي بكر الصحابية الجليلة تعتبر من الأوليات اللاتي دخلن الدين الإسلامي قبل الهجرة، فلم يسلم قبلها سوى 17 شخصا فكانت هي رقم 18 في قائمة الأسبقية لدخول الإسلام، مما أتاح لها أن تتعلم أكثر عن الدين، فكانت أكثر المسلمات تفقهًا في الدين، كما لا يمكن ذكر الهجرة من مكة إلى المدينة دون ذكر اسمها،إنها شقيقة أم المؤمنين السيدة عائشة وابنة أبي بكر الصديق، تزوجت أسماء من الزبير بن العوام، ورزقهما الله من الأولاد عبد الله وعروة بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين، ولدت قبل الهجرة بـ 23 عامًا.
عندما دخلت أسماء الإسلام، كان الكفار يتتبعون كل من يعلمون بإسلامه، فيذيقونه كل ألوان التعذيب، حيث كانوا يجمعون المسلمين وقت الظهيرة والشمس حارقة، فيضربونهم ويحرمونهم من الماء والطعام، كوسيلة ضغط لكي يرجعوا عن الاسلام، ولهذا قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة من مكة إلى المدينة، وأمر المسلمين بأن يتركوا هذه الأرض ويذهبوا إلى المدينة الأكثر أمانا لهم.
أدت أسماء دورا عظيما، أثناء هجرة الرسول وأبيها الصديق من مكة إلى المدينة، فقد كانت تجهز لهما طعام السفر، فلم تجد ما تربط به الطعام، فشقت خمارها نصفين وربطت في أحدهما الطعام وارتدت الآخر، فقال له رسول الله صلى الله عليه: "أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة"، فسميت بذات النطاقين.
كما كتب لها التاريخ الاسلامي أنها كانت بشرة خير على المسلمين، فعندما هاجرت من مكة كانت حاملا في ولدها الأول، وفور وصولها أرض المدينة، وضعت طفلها وأسمته "عبد الله بن الزبير"، فاستبشروا خيرًا، حيث كان لديهم هاجس أن اليهود سحروا لهم في مكة حتى لا تلد امرأة طفلا مسلما، لذلك فرح المسلمون واعتبروه بشرى خير عليهم، وذهبت به أسماء إلى سيد الخلق ووضعته في حجره، فطلب تمرة فوضعها في فمه الشريف ومضغها، ثم وضع قليلا منها في فم الطفل، ثم دعا وبارك له.
عاشت أسماء تنفذ تعاليم الدين الاسلامي، التي تعلمتها من سيد الخلق، ومن القرآن الكريم، فكانت مواقفها تبين ذلك طول الوقت، ففي ذات يوم زارتها والدتها وكانت على كفرها، ومعها هدايا لها ولأطفالها، ولكن أسماء رفضت هذه الهدايا خوفّا وحرصّا منها أن تقوم بما حرمه الله ورسوله، وذهبت إلى سيد الخلق تسأله عن صلة الرحم بأمها، فأكد لها على أهمية ذلك حتى لو كانت أمها مشركة بالله، وهو ما يكشف مدى غيرتها على الإسلام والخوف من مخالفته.
كانت أسماء نموذجًا يحتذى به لباقي المسلمات في احترام الزوج، وتقديس الحياة الزوجية، حيث عاشت مع زوجها الزبير ابن العوام، وكان فقيرًا فلم تشتك يومًا من فقره، بل كانت تساعده، وتحترمه، رغم غيرته الشديدة عليها، فكانت رضي الله عنها تحترمه ولا تنتقص من قدره، حتى أنها ذات مرة كانت تحمل النوى على كتفها لمسافات طويلة لكي تصل لزوجها في الأرض التي أعطاها له سيد الخلق لإطعام الفرسة الوحيدة التي يمتلكها، وأثناء طريقها، شاهدها رسول الله، فعرض عليها أن يحمل عنها النوى تخفيفًا عليها، لكنها رفضت احترامًا لزوجها حتى في غيبته، لشدة غيرته عليها، فكانت مثالا للزوجة الصالحة، فعاشت تقوم بذلك فترة طويلة.
آخر الأخبار